وتمثل حقيقة أن بعض الأشخاص المصابين بالتصلب المتعدد بمقدورهم التعافي من الانتكاسات بشكل أسرع وأفضل من الآخرين أهمية كبرى، ولكن تلك ملاحظة غير مفهومة على نحو جيد.

ومن خصائص مسار التصلب المتعدد التصاعدي تراكم العجز في الجهاز العصبي (فقدان بعض من الوظائف الجسدية والعقلية) مع حدوث بعض الانتكاسات أو عدم حدوثها. وعادة ما يتعرض الأشخاص المصابون ببعض أشكال مرض التصلب المتعدد لشكل تصاعدي من أشكال هذا المرض، فيما يُعرف بأعراض التصلب المتعدد التصاعدية الثانوية.

تعتمد المرحلة الأولية من فترة المرض التصاعدي على العمر وليس على مدة المرض كما أنها المُحدِّد الأكثر قوة لتوقعات سير المرض طويلة وقصيرة الأجل. كما أن هناك بعض العوامل الأخرى المرتبطة بتوقعات سير المرض طويلة وقصيرة الأجل وهي: مكان الأضرار الأولية وتتابع الانتكاس المبكر والتعافي غير التام من الانتكاسات المتفرقة، مما يتسبب في ازدياد نسبة العجز.

وقد أشار الباحثون في عيادة مايو في الولايات المتحدة الأمريكية إلى أن التعافي التام وشبه التام من الانتكاسات المبكرة من المحتمل أن يؤجل ظهور الأعراض الأولية للتصلب المتعدد أو يمنعها.

وقد أشارت دراستهم البحثية على عدد كبير من الأشخاص الذين يعانون من أعراض التصلب المتعدد التصاعدية الثانوية إلى أن ضعف التعافي من الانتكاسات المبكرة أدى إلى ظهور أعراض التصلب المتعدد التصاعدية في مرحلة مبكرة جدَّا مقارنة بالتعافي الجيد من الانتكاسات المبكرة.

وهنا نلفت الانتباه إلى أن تأخير الإصابة بمرض التصلب المتعدد التصاعدي لدى الأشخاص الذين يتعافون جيدًا من الانتكاسات يصاحبه النتائج العلاجية التالية:

  1. يمكن تبني خطة للعلاج المبكر والمكثف مع المرضى الذين يعانون من انتكاسات حادة ومفاجئة أو ممن لديهم سجل من ضعف التعافي من الانتكاسات.
  2. وبالنسبة للأشخاص الذين يعانون من انتكاسة واحدة أو أكثر في السنة مع ضعف التعافي والتصاعد السريع للمرض إلى المرحلة الثانية الأكثر شدة، فيمكن حينها النظر في إعطاء عقاقير التحوير دونما انتظار لحدوث انتكاسات أعلى وتيرة.
  3.  من المرجح أن تحقق الطرق المستقبلية لعودة الميالين والإصلاح المحواري أفضل النتائج إذا استخدمت لعلاج الانتكاسات المبكرة لتأجيل تطور المرض التصاعدي في مرحلة لاحقة أو منعه بشكل نهائي في نهاية المطاف.

اقرأ المقال الكامل (موقع ويب خارجي – يفتح في نافذة جديدة)