الجنس والتصلب العصبي المتعدد
الجنس والتصلب العصبي المتعدد

قد يتسبب التصلّب العصبي المتعدد بتغييرات تؤثّر في الطرق المعتادة لشخصٍ ما في الإعراب عن رغباته الجنسية. يستطيع كل شخص مصاب بالتصلب العصبي المتعدد منح وتلقّي الحب والمؤانسة، مع أن القدرة على حل المشاكل بأسلوب خلاّق قد يكون ضرورياً أحياناً لبعض الأشخاص لكي يجدوا طُرقاً للإعراب عن مشاعرهم الحميمة.

إنّ فهم الكيفية التي قد يؤثّر فيها التصلب العصبي المتعدد على المشاعر الحميمة والعلاقة الجنسية يمثّل خطوة بالغة الأهمية في التغلّب على العوائق بفاعليّة. سواءً كان المرء قد خضع للتشخيص حديثاً، أو كان ذا إعاقة بدنية، وكان شاباً أو في مقتبل العُمر، أعزب أو في علاقة طويلة الأمد، فإنّ التصلب العصبي المتعدد لا يقلل الحاجة البشرية الجامعة إلى منح وتلقّي الحُب والمتعة الحميمية.

قد تتعرض الشراكة الجنسية إلى تحديات بفعل تغيّرات تطرأ على العلاقة، كأن يصبح أحد الطرفين مقدم الرعاية إلى الطرف الآخر. وعلى نحو مماثل، فإنّ التغيرات في الحالة الوظيفية أو في أداء الأدوار ضمن الأُسرة المعيشية غالباً ما يصاحبها تبدلات عاطفية قد تتداخل مؤقتاً مع التعبير الجنسي. إن التوتر المتمثل في التكيف مع داء التصلب العصبي المتعدد قد يشكل صعوبة على جهود الطرفين في التواصل بصراحة حول ما يمرّان به وعن تغيّر احتياجاتهما في التعبير عن المشاعر الجنسية وإشباعها.

صور متحرّكة عن #الحياة_الجنسية_والتصلب_المتعدد

شاهدوا فيلم الصور المتحركة ’الحياة الجنسية والتصلب المتعدد‘ الذي يلقي نظرة على بعض التحديات التي يعانيها بعض الأشخاص المصابين بداء التصلب العصبي المتعدد.

تعتبر الجمعية الإيطالية للتصلب العصبي المتعدد هي اول من أنتج فيلم الصور المتحركة. لقد عملنا مع بعض المؤسسات الأعضاء في أستراليا والدنمارك وإيطاليا والهند ولبنان وبولندا وإسبانيا والمملكة المتحدة لتهيئة وترجمة فيلم الصور المتحركة بحيث يمكن مشاركته في جميع أنحاء العالم.

التغيرات الجنسية في التصلب العصبي المتعدد: التواتر والخصائص

اكتملت دراسات حول تفشي الصعوبات الجنسية والمشاكل في العلاقات لدى المتعايشين مع التصلب العصبي المتعدد في عدد من البُلدان. ومع أنّ الوظيفة الجنسية الطبيعية تتغير طوال فترة الحياة، إلا أن التصلب العصبي المتعدد قد يؤثّر في التجربة الجنسية للفرد بطرق متنوعة.

تشير الدراسات حول تفشي المشاكل الجنسية لدى مرضي التصلب العصبي المتعدد إلى أنّ 40-80 في المائة من النساء و 50-90 في المائة من الرجال لديهم شكاوى أو مخاوف جنسية. وتُعتبر التغيرات الأكثر شيوعًا لدى الرجال هي القدرة المتضائلة على تحقيق انتصاب أو الحفاظ عليه والصعوبة في بلوغ النشوة. وتُعد التغيرات الأكثر شيوعًا لدى النساء هي فقدان الشهوة كليًا أو جزئيًا (الرغبة الجنسية)، وجفاف المهبل/التهيج، وتضاؤل النشوة، وتغيرات حسّية غير مريحة في الأعضاء التناسلية.

يمكن وصف التغيرات الجنسية لدى المصابين بالتصلب العصبي المتعدد على النحو الأفضل بأنها أولية أو ثانوية أو ثالثة.

ينشأ الاختلال الوظيفي الجنسي الأولي عن التغيرات الطارئة على الجهاز العصبي التي تُضعف بشكل مباشر الاستجابة الجنسية و/ أو المشاعر الجنسية. قد تشمل الاضطرابات الأولية فقدان الشهوة كليًا أو جزئيًا، أو انخفاض الإحساس في الأعضاء التناسلية، أو تناقص السائل المهبلي أو القدرة على الانتصاب، وتناقص عدد مرات النشوة و/أو شدّتها.

يُشير الاختلال الوظيفي الجنسي الثانوي إلى التغيرات البدنية المتصلة بالتصلب العصبي المتعدد التي تؤثّر بطريقة مباشرة على الاستجابة الجنسية. ومن بين الأعراض الأكثر شيوعاً في حالة التصلب العصبي المتعدد التي قد تتسبب في الاختلال الوظيفي الجنسي الثانوي الاختلالُ الوظيفي في المثانة و/أو الأمعاء، والتعب، والتشنّج، وضُعف العضلات، والمشاكل في توجيه الانتباه والتركيز، وارتعاش اليدين، والتغيرات غير التناسلية في الإحساس.

ينتج الاختلال الوظيفي الجنسي الثالث عن مسائل نفسية اجتماعية وثقافية قد تتداخل مع المشاعر الجنسية والاستجابة الجنسية. إنّ الاكتئاب والقلق بشأن الأداء والتغيرات في الأدوار الأُسرية، وتراجُع الاعتزاز بالنفس، والقلق بشأن الصورة البدنية، وفقدان الثقة، والمعتقدات الداخلية والتوقعات المتصورة حول ما يُعرّف بـ “الرجل المثير جنسياً” أو “المرأة المثيرة جنسياً” في سياق الإصابة بإعاقة، يمكن أن تشكّل جميعها تعبيرات عن الاختلال الوظيفي الجنسي الثالث أو تساهم فيه.

الجهاز العصبي المركزي والاستجابة الجنسية

تنتقل الاستجابة الجنسية عبر الجهاز العصبي المركزي – أي عن طريق الدماغ والحبل الشوكي. وليس هناك مركز واحد جنسي في الجهاز العصبي المركزي؛ بل تشترك مناطق مختلفة كثيرة في جوانب مختلفة من الوظائفية الجنسية، وتشمل الرغبة الجنسية وتصور التحفيز الجنسي والمتعة والحركة والإحساس والإدراك والانتباه.

تنتقل الرسائل الجنسية بين أقسام مختلفة من الدماغ، والجزء الصدري (العلوي) والقطَني (الأوسط) والعجُزي (الأسفل) من الحبل الشوكي والأعضاء التناسلية طوال دورة الاستجابة الجنسية. وبما أنّ التصلب العصبي المتعدد قد ينتج عنه آفات متوزعة عشوائياً على امتداد كثيرٍ من هذه الممرات المغطاة بالميالين فليس من الغريب الإشارة إلى وجود تغيرات في الوظيفة الجنسية في أحيان كثيرة.

ولحُسن الحظ أن هناك على الأرجح ممرات عصبية تتوسط في نقل جوانب من المشاعر الجنسية واستجاباتها، وهي متوزعة على نطاق واسع بحيث لا تتأثر بآفات التصلب العصبي المتعدد.

تنزيل موضوع المشاعر الحميمة والعلاقة الجنسية في مجلة التصلب العصبي المتعدد تحت المجهر (ستحتاج إلى برنامج Acrobat Reader للاطّلاع على هذه الملفات):

Woman with MS cuddles her young son in bed

Madrid, Spain, 10/2011. Mother and son are equally happy to have a lazy wake up. Jorge likes to sleep in her parents’ bed. Now it is time to get up and get dressed for them to go to university (Almudena) and to school (Jorge). Credit: Lurdes R. Basolí. Published on this website by kind permission of the European Multiple Sclerosis Platform.

Woman feeds her husband, who has MS, in his bed

Minsk, Belarus, 10/2011. Alena Kleshchanka (51) has spent most of the past seven years organising her days around Nicolai’s needs. Blind and virtually paralysed from the neck down, Nicolai is mentally sharp. While the physical burden of care is heavy for Alena, the couple continue to share a loving relationship. Credit: Walter Astrada. Published on this website by kind permission of the European Multiple Sclerosis Platform.