حصل الدكتور موريسيو فاريز -وهو طبيب أعصاب مقيم من الأرجنتين- على منحة من مؤسسة دو بري التابعة للاتحاد الدولي للتصلب المتعدد في عام 2014، حيث تتيح منح دو بري للباحثين صغار السن في مجال التصلب المتعدد والقادمين من البلدان الناشئة فرصة إجراء زيارات قصيرة إلى مراكز البحث القائمة في مجال التصلب المتعدد، إما ليتعلموا من بعضهم البعض أو ينهضوا بمشروعات بحثية مشتركة.
سافر موريسيو إلى كلية الطب بجامعة هارفارد للعمل مع الدكتور فرانشيسكو كوينتانا بهدف دراسة دور مادة الميلاتونين في التصلب المتعدد.

كيف تمكنت من المشاركة في الأبحاث المتعلقة بالتصلب المتعدد؟

عندما كنت صغيرًا، دائمًا ما كنت مهتمًا بالمخ وكيفية عمله، وبعد أن أصيب جدي بمرض الزهايمر، قررت أن أصبح طبيب أعصاب وأن أساهم في علاج الأمراض العصبية.
ومع ذلك، ففي أثناء دراستي في كلية الطب، وقع حب علم المناعة في قلبي، ولم أتمكن آنذاك من اتخاذ قرار بشأن المجال الذي سأكرس حياتي من أجله. لاحقًا، وبينما كنت أمارس دوري كمدرس مساعد في دورة عن علم المناعة، بدأت الاطلاع على التصلب المتعدد والاستجابة المناعية في المخ. حينها قررت الانخراط في البحث والمساهمة في مكافحة هذا المرض بالتحديد.

لماذا قررت تكريس دراستك حول مادة الميلاتونين؟

لقد أثير اهتمامي بالملاحظة الأولية التي توصلنا إليها، حيث أفادت تلك الملاحظة بأن انتكاسات التصلب المتعدد تحدث بشكل موسمي واضح كما أنها تنخفض في فصلي الخريف والشتاء.

ما هي الاكتشافات الرئيسة لدراستك؟

وجدنا أن مستويات الميلاتونين (وهو هرمون تفرزه الغدة الصنوبرية في غياب الضوء) ترتبط ارتباطًا عكسيًا بانتكاسات التصلب المتعدد (كلما ارتفعت مستويات الميلاتونين انخفض عدد الانتكاسات). تتحكم مادة الميلاتونين في التوازن بين المجموعات المختلفة من الخلايا المناعية، لهذا فإن تغيير مستويات الميلاتونين في الجسم قد يقي من حدوث انتكاسات.

كيف سيحدث البحث الخاص بك اختلافًا في حياة المرضى المصابين بالتصلب المتعدد؟

قد تصبح مادة الميلاتونين والعقاقير التي تسلك طريقها بديلًا مستقبليًا في علاج التصلب المتعدد. ومع ذلك، ينبغي عدم استخداممادة الميلاتونين باعتبارها علاجًا للتصلب المتعدد، إلا بعد إجراء تجارب سريرية ملائمة. أود أن أؤكد على ذلك، حيث إن مادة الميلاتونين عبارة عن هرمون معقد يصل مفعوله إلى كل الخلايا تقريبًا. ولا نعرف حتى الآن الجرعة وطريقة الإعطاء التي يحتاجها المريض لتحقيق نتائج مماثلة للنتائج التي لاحظناها في دراساتنا.

ما هي توصياتك القائمة على نتائج هذه الدراسة بشأن الأبحاث المستقبلية؟

تظهر البيانات لدينا تحديدًا أنه ثمة حاجة إلى تجارب سريرية لتقييم مادة الميلاتونين أو العقاقير المتصلة بالتصلب المتعدد – نحن نعمل باتجاه ذلك. كما أننا نحاول فهم العلاقة بين مستويات مادة الميلاتونين وفيتامين د (عامل موسمي آخر يرتبط بالتصلب المتعدد).

ما هو أثر جائزة الاتحاد الدولي للتصلب المتعدد على حياتك المهنية؟

كان لجائزة الاتحاد الدولي للتصلب المتعدد أثر كبير على حياتي المهنية، فقد تمكنت من العودة إلى معملي القديم واستكمال مشروع البحث الخاص بي، والذي لست متأكدًا بأنني كنت سأقدر على استكماله في ظروف أخرى، كما تمكنت من نشر اكتشافاتنا. ولكن، ليس هذا هو الشيء الوحيد الرائع في الجائزة، فأنا أفخر وأتشرف بأن أكون جزءًا من رابطة خريجي الاتحاد الدولي للتصلب المتعدد، حيث إن إمكانية حضوري اجتماعات الاتحاد الدولي للتصلب المتعدد وتفاعلي مع الزملاء والخريجين الآخرين تمثل تجربة مهمة في حياتي المهنية.

ماذا تود أن تقول لشخص يفكر في التقدم للحصول على إحدى منح الاتحاد الدولي للتصلب المتعدد؟

افعل ذلك! تعد التجربة العلمية والعمل في بيئة مختلفة خارج بلداننا طريقة رائعة لتعلم أساليب وأخلاقيات العمل إلى جانب الحصول على معرفة أخرى لا شك أنها ستكون مفيدة لما تبقى من حياتك المهنية. وسيكون للفوائد التي ستجنيها من قضاء بضعة أشهر أو بضع سنوات في العمل خارج وطنك أثر دائم على حياتك المهنية.

ماذا بعد في أمر حياتك المهنية؟

لقد انتهت فترة إقامتي، كما أنني وُفقت في الحصول على منصب باحث زميل في بوينس آيرس حيث سأسس معملي الذي سأكرسه لإجراء أبحاث تتعلق بالعوامل البيئية المتعلقة بالتصلب المتعدد.

ولمزيد من المعلومات عن نتائج أبحاث موريسيو