• على عكس معظم أدوية التصلّب المتعدد التي تقوم بتثبيط جهاز المناعة أو تعدّله، تهدف العلاجات المناعية إلى “إعادة تأهيل” خلايا الجهاز المناعي لمنعها من الاستجابة لهدف معين
  • يهدف العلاج المناعي التجريبي ATX-MS-1467 إلى إعادة تدريب جهاز المناعة على الاستجابة للميالين بطريقة صحيحة، وأظهر سابقًا نتائج جيدة في النماذج المختبرية للتصلب المتعدد
  • أُجريت تجربة سريرية من المرحلة 1ب لاختبار سلامة ATX-MS-1467 وتبين أنه يمكن أن يتحمل المرضى العلاج بشكل جيد
  • أظهرت تجربة سريرية في المرحلة 2أ أن العلاج كان قادرًا على تقليل الآفات عند التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)

وتشير نتائج مشجعة لتجربتين سريريتين في المراحل المبكرة لعلاج ATX-MS-1467، وهو علاج مناعي جديد تجريبي للأشخاص ذوي التصلّب المتعدد، إلى أن “إعادة تأهيل” جهاز المناعة قد يمنع حدوث هجمات على الميالين.

وأظهرت الأبحاث السابقة التي أجريت على ATX-MS-1467 نتائج جيدة في حالة مختبرية للتصلب المتعدد. في هاتين الدراستين الجديدتين، أجرى الباحثون تجارب سريرية على عدد قليل من الأشخاص ذوي التصلّب المتعدد الانتكاسي لاختبار السلامة (المرحلة 1ب التجريبية) ومدى الفعالية (المرحلة 2أ التجريبية). ونُشرت النتائج حاليًا في المجلة العلمية علم الأعصاب (Neurology).

يصاب الشخص بالتصلّب المتعدد عندما يهاجم جهازُ المناعة الميالين ويدمره عن طريق الخطأ، والميالين هو الطبقة الواقية التي تعزل الأعصاب في الدماغ والحبل الشوكي. ويتمثل عمل معظم العلاجات الحالية للتصلّب المتعدد في تثبيط أو “إعادة ضبط” الجهاز المناعي لوقف هذه الهجمات على الميالين. ومع ذلك، فإن العلاج المناعي يأخذ نهجًا مختلفًا تمامًا، ألا وهو “إعادة تأهيل” خلايا الجهاز المناعي المسؤولة عن هجمات التصلّب المتعدد للحد من فرص حدوث الانتكاس.

يتكون الميالين من مجموعة من جزيئات الدهون وبعض البروتينات. وفي حالة التصلّب المتعدد، تستهدف الخلايا المناعية عن طريق الخطأ بعض مكونات البروتين في الميالين، بما في ذلك أجزاء من نوع من البروتين يسمى “بروتين الميالين الأساسي”.

يتكون ATX-MS-1467 من مزيج من أربعة جزيئات بروتينية مختلفة من “بروتين الميالين الأساسي”. يتم حقن جزيئات البروتين تحت الجلد وتكون قادرة على “تعليم” الخلايا عدم مهاجمة “بروتين الميالين الأساسي”. يعيد هذا الأمر بشكل أساسي تدريب الجهاز المناعي للتعرف على الميالين على أنه “جزء منه”، وذلك بهدف منع تدمير الميالين لدى الأشخاص ذوي التصلّب المتعدد.

التجربة السريرية في المرحلة 1ب

قارنت التجربة السريرية للمرحلة 1ب بين طريقتين لتناول الدواء وهما: الحقن داخل الجلد (الحقن في الجلد أسفل الطبقة الخارجية مباشرة) والحقن تحت الجلد (الحقن بشكل أعمق في طبقة الدهون تحت الجلد). تمت مقارنة مجموعة من الجرعات في 43 شخصًا من ذوي التصلّب المتعدد الانتكاسي. وتم حقن المشاركين مرة كل أسبوعين لمدة 16 أسبوعًا وتمت مراقبتهم لمدة 32 أسبوعًا إضافيًا. وأظهرت هذه الدراسة أنه رغم وجود بعض الآثار الجانبية الخفيفة والمتوسطة، فإن ATX-MS-1467 كان جيد التحمل وتبين أن الحقن داخل الأدمة (الجلد) يعد طريقة مثلى لتلقي العلاج المناعي.

وتشير التحقيقات الاستكشافية الخاصة بقياس مدى فعالية العلاج في دراسة المرحلة 1 إلى أنه قد يكون للعلاج بعض الآثار الجانبية المؤقتة في الحد من عنصر الجادولينيوم مما يعزز من الآفات في التصوير بالرنين المغناطيسي، وهو علامة على وجود مرض نشط. ومع ذلك، عادت الآفات إلى مستويات ما قبل العلاج خلال فترة قدرها 32 أسبوعًا من عدم تناول العلاج.
التجربة السريرية في المرحلة 2ب

تم تصميم التجربة السريرية في المرحلة 2ب لفحص مدى فعالية العلاج على 37 مشاركًا بصورة أكثر دقة، مقارنة بمستويات خط الأساس للمرض. تلقى المشاركون العلاج لمدة 16 أسبوعًا وتمت مراقبتهم لمدة 16 أسبوعًا أخرى دون تلقي العلاج. وكما في التجربة الأولى، أوضحت تجربة المرحلة 2ب أن ATX-MS-1467 كان قادرًا على تقليل عنصر الجادولينيوم مما يعزز من الآفات في التصوير بالرنين المغناطيسي في نهاية فترة العلاج، لكنه أظهر أيضًا أن هذا الانخفاض استمر على مدى فترة المتابعة القصيرة التي تبلغ 16 أسبوعًا. كما أظهرت تجربة المرحلة 2ب أن ATX-MS-1467 عمل على تقليل عدد الآفات الجديدة أو المتضخمة في التصوير بالرنين المغناطيسي.

لم يكن لدى المشاركين انخفاضات كبيرة في مقياس اتساع مدى العجز (EDSS) أو مقياس المركب الوظيفي للتصلب المتعدد (MSFC)، وكلاهما يقيم مستويات العجز في الحالة السريرية بسبب تلقي العلاج. ومع ذلك، فإن قصر مدة التجربة يجعل من الصعب الكشف عن حدوث أي تغييرات في العجز بشكل موثوق به.

وتعني هذه النتائج الواعدة أن إعادة تدريب الجهاز المناعي للوقاية من الهجوم على الميالين قد يكون استراتيجية فعالة، وأنه لا بد من إجراء مزيد من التجارب السريرية لعلاج ATX-MS-1467 على مجموعة أكبر من الأشخاص ذوي التصلّب المتعدد.

شكر خاص لجمعية أبحاث التصلب المتعدد في أستراليا – المصدر الرئيسي لملخصات الأبحاث على موقعنا الإلكتروني.