وكانت النتائج التمهيدية المُشجّعة من إحدى التجارب الأولى العشوائية التي تجرى تحت ظروف مُتحكم فيها تُقارن استزراع خلايا جذعية ذاتية المنشأ مكوّنة للدم (AHSCT) بغيره من علاجات التصلّب المتعدد المتاحة قد قُدّمت إلى مؤتمر الجمعية الأوروبية لزراعة النخاع العظمي (EMBT) في لشبونة.
وقاد التجربة، التي تُعرف باسم دراسة MIST، البروفيسور ريتشارد بيرت من الولايات المتحدة وشارك فيها 110 أشخاص ممّن لديهم تصلّب متعدد انتكاسي ترددي نشِط.

استزراع خلايا جذعية ذاتية المنشأ مكوّنة للدم (AHSCT)

ينطوي استزراع خلايا جذعية ذاتية المنشأ مكوّنة للدم (AHSCT) على استخدام العلاج الكيميائي للسرطان لإزالة الجهاز المناعي للفرد كلياً أو جزئياً. ويعتمد مدى تدمير الجهاز المناعي على نظام العلاج الكيميائي المُستخدم. ثم يتجدد نموّ الجهاز المناعي بواسطة إعادة نقل الخلايا الجذعية المُكوّنة للدم من نفس الفرد إلى جسمه.

وقد عُولج 110 شخص في دراسة MIST في مواقع داخل الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة وأوروبا. وجرى تقسيم المرضى إلى مجموعتين بشكل عشوائي. عُولج نصفهم باستزراع خلايا جذعية ذاتية المنشأ مكوّنة للدم باستخدام نظام العلاج الكيميائي بالسيكلوفوسفاميد، الذي ينزع الخلايا المناعية المنتشرة ولكنه يترك النخاع العظمي سليماً. وعُولج النصف الآخر بأدوية معتمَدة للتصلّب المتعدد بما فيها الميتوكزاننترون، وأسيتات الغلاتيرامر، وإنترفيرون-بيتا، وفينجوليمود، ودايمثيل فومارات، وناتاليزوماب.

وفي حين أن النتائج الكاملة للتجربة ليست مُتاحة بعد، فإن ملخص المؤتمر يقدّم موجزاً بالنتائج المؤقتة. يشير الملخص إلى أن المشاركين قد خضعوا حتى الآن للمراقبة لمدة ثلاث سنوات في المتوسط عقب العلاج، لفترةٍ تتراوح بين 12 شهراً على الأقل ووقد تصل إلى خمس سنوات. وخلال الأشهر الـ 12 الأولى عقب العلاج، لوحظت حالة انتكاس واحدة فقط في المجموعة التي تتلقّى استزراع خلايا جذعية ذاتية المنشأ مكوّنة للدم (AHSCT)، بينما جرى تحديد 39 حالة انتكاس في المجموعة التي تلقّت علاجات أخرى. ولا يصف الملخص عدد الانتكاسات الملحوظة في السنوات اللاحقة.

أظهر المشاركون الذين عولجوا باستزراع خلايا جذعية ذاتية المنشأ مكوّنة للدم انخفاضاً في العجز، وفي المتوسط بمقدار 1.1 نقطة على مقياس حالة العجز الممتدّ (EDSS). ويُعدّ مقياسُ حالة العجز الممتدّ المقياسَ المعياري الذي يستخدمه أطباء الأعصاب في تصنيف العجز في التصلّب المتعدد. وأمّا الأشخاص الذين تلقّوا أدوية معيارية فقد زاد متوسط العجز لديهم بمقدار 0.6 نقطة على مقياس حالة العجز الممتدّ.

وقد عُدّ العلاج غير ناجح إذا تأكّدت زيادة العجز عند شخصٍ ما بمقدار نقطة واحدة أو أكثر على مقياس حالة العجز الممتدّ خلال ستة أشهر. ومن بين الأشخاص الخمسين في مجموعة العلاج المعياري للتصلّب المتعدد، استوفى 30 منهم هذا المعيار ثم عُولجوا باستزراع خلايا جذعية ذاتية المنشأ مكوّنة للدم. وعُدّت ثلاثُ حالات فشل علاجي من بين 52 شخصاً تلقّوا العلاج باستزراع خلايا جذعية ذاتية المنشأ مكوّنة للدم. وأشار الفريق البحثي إلى عدم وقوع وفيّات وعدم حدوث حالات سلبية شديدة الخطورة نتيجةً للعلاج باستزراع خلايا جذعية ذاتية المنشأ مكوّنة للدم.

ومن الأهمية بمكان الإشارة إلى أن هذا تحليل مؤقّت لنتائج التجربة وعلينا أن ننتظر النشرة الكاملة لنتائج التجربة لنطّلع على تفاصيل أكثر ويقين أكبر حول المحصّلة.

وذكرت الدكتورة ليزا ميلتون، رئيس الأبحاث في الجمعية الأسترالية لأبحاث التصلّب المتعدد:
“لقد كان المجتمع الإكلينيكي العالمي يترقب لمعرفة نتائج مثل هذه التجارب السريرية لتساعد في تنويرنا بمدى إمكانية استخدام هذا العلاج للأشخاص ذوي التصلّب المتعدد. فهذه النتائج، إلى جانب البيانات الدولية التي كانت تتراكم بشأن هذا العلاج للتصلّب المتعدد، تشير إلى أنّ استزراع خلايا جذعية ذاتية المنشأ مكوّنة للدم (AHSCT) هو خيار علاجي هامّ محتمَل للأشخاص ذوي التصلّب المتعدد الانتكاسي النشِط الذين يخفقون في الاستجابة إلى علاجات أخرى للتصلّب المتعدد.

“إنّ نشر هذه النتائج ونتائج الدراسات الأخرى الجارية من شأنها أن تدعم المستشفيات وأطباء العيادات ليتمكنوا من تقديم هذا العلاج بأمان لمن يحتاج إليه من الأشخاص ذوي التصلّب المتعدد.”

في أستراليا، يُقدّم حالياً علاج التصلّب المتعدد باستزراع خلايا جذعية ذاتية المنشأ مكوّنة للدم (AHSCT) كجزء من التجارب السريرية الرّصدية في مستشفى أوستن في ملبورن ومستشفى سانت فنسنت في سيدني. ويجب أن يتولى طبيبُ الأعصاب مسؤولية إحالة المرضى وأن يكونوا قد أخفقوا في الاستجابة للعلاجات الأخرى للتصلّب المتعدد لكي يتأهلوا لهذا العلاج.

للاطّلاع على مزيدٍ من التفاصيل حول استزراع خلايا جذعية ذاتية المنشأ مكوّنة للدم (AHSCT للتصلّب المتعدد وعلى نتائج الدراسات الدولية الأخرى تفضّلوا بزيارة موقعنا الإلكتروني هُنا.

ملاحظة: لا تعتمد الجمعية الأسترالية لأبحاث التصلّب المتعدد أي علاجٍ معيّن للتصلّب المتعدد. فالتصلّب المتعدد هو حالة شديدة التنوّع للغاية وقد يستجيب الناس للعلاجات بدرجات مختلفة. ولا بُد من اتخاذ القرارات العلاجية بالاقتران مع رأي طبيب الأعصاب وأن تضع في الاعتبار الظروف الصحية والمعيشية الفريدة لكل شخص.

شكر خاص لجمعية أبحاث التصلب المتعدد في أستراليا – المصدر الرئيسي لملخصات الأبحاث على موقعنا الإلكتروني.