نحن نعرف أساساً أنّ الأشخاص ذوي التصلّب المتعدد ممّن يتعايشون مع أمراض إضافية قد يتعرّضون إلى حالات أسوأ من نتائج العجز.

وقد أظهرت الأبحاث أن الاضطرابات المزاجية، بما فيها الاكتئاب والقلق والاضطراب الثنائي القطب ترتبط أيضاً بارتفاع مستويات العجز عند النساء المتأثرات بالتصلّب المتعدد.

يسلّط هذا البحث الضوء على حاجة الأشخاص ذوي التصلّب المتعدد وفِرقهم الطبية إلى التعامل مع الصحية العقلية إلى جانب التصلّب المتعدد لتحسين حالات العجز المترتّبة.

فكثيرٌ من الأشخاص ذوي التصلّب المتعدد لا يتعرضون لهذه الحالة بشكل منفرد، بل يتأثرون أيضاً بأمراض أخرى. ولقد أظهرت الأبحاث في جميع أنحاء العالم لفترةٍ ما (بما فيها الأبحاث الأسترالية) أنّ الإصابة بمرض بدني بالإضافة إلى التصلّب المتعدد يزيد مستوى العجز المتصل بالتصلّب المتعدد.
وقد استكشفت دراسة بحثيّة جديدة، نُشرت في مجلة علم الأعصاب Neurology، مدى قدرة الصحة العقلية في التأثير على العجز المترتّب عند الأشخاص ذوي التصلّب المتعدد. تابع الفريق البحثي، الذي يعمل في مقاطعتَي بريتش كولومبيا ونوفا سكوتيا في كندا، ما يزيد عن 2300 شخص لديهم تصلّب متعدد للإجابة عن هذا السؤال. وتم متابعة المُشاركين لفترةٍ تبلغ في متوسطها عشر سنوات ونصف وقد فُحصت سجلاّتهم في المستشفيات لتقرير ما إذا كانوا يتعرّضون لاضطرابات مزاجية أو للشعور القلق. وعلى وجه الخصوص، ركّز الفريق على الأشخاص ذوي التصلّب المتعدد ممّن يعانون من الاكتئاب والقلق والاضطراب الثنائي القطب.

وخلال السنوات العشر، تعرّض ما يقرب من 36% من الأشخاص في الدراسة إلى أحد الاضطرابات المزاجية. وقد ظهرت لدى النساء المصابات باضطراب مزاجي بالإضافة إلى التصلّب المتعدد مستويات أعلى من العجز المتصل بالتصلّب المتعدد، مع أن العلاقة نفسها لم يتم ملاحظتها لدى الرجال ذوي التصلّب المتعدد.

إنّ التعايش مع أمراض أخرى بالإضافة إلى التصلّب المتعدد قد يجعل التعامل مع التصلّب المتعدد لدى الشخص مسألةً صعبة. لذا، فمن الهامّ تقرير ما إذا كانت تلك الصعوبة في التعامل مع التصلّب المتعدد عند التعايش مع حالة أخرى هي ما يؤثّر في العجز المترتب عن التصلّب المتعدد، أو ما إذا كان الاضطراب المزاجي في حد ذاته هو ما يتسبب بتأثيرٍ مباشر. وتُعد الدراسات البحثية من الطُرق التي يمكن من خلالها تقرير ذلك، ويمكنها تمييز وتحديد عوامل كثيرة قد تؤثّر في العلاقة، وذلك بغية عزل العامل الذي قد يشكّل موضع اهتمام.

بالإضافة إلى وجود الاضطرابات المزاجية في هذه الدراسة، فقد أشار الباحثون إلى مجموعةٍ من العوامل الأخرى، وتشمل الفئة العُمرية ونوع الجنس والحالة الاجتماعية والاقتصادية. وقد وضعوا في الاعتبار عدد الأمراض البدنية الأخرى الموجودة لدى الأفراد، وطول مدّة التعايش مع التصلّب المتعدد، ومسار المرض، وما إذا كانوا قد تناولوا أية أدوية معدّلة للأمراض تتعلّق بحالة التصلّب المتعدد الخاصة بهم. وعن طريق عمل ذلك فقد تمكّن الفريق من تأكيد ارتباط الاضطرابات المزاجية مباشرةً بحالات العجز المترتبة عن التصلّب المتعدد، عوضاً عن مجرّد تعقيد التعامل مع التصلّب المتعدد.

إنّ هذا العمل المَعني بالاضطرابات النفسية في التصلّب المتعدد، إلى جانب البحث السابق الذي يتحرّى الحالات البدنية بالإضافة إلى التصلّب المتعدد، يسلّط الضوء على ضرورة توجُّه الأشخاص ذوي التصلّب المتعدد وفِرقهم الطبية نحو معالجة الجسم ككُل وضمان أن جميع الحالات الطبية تخضع للمعالجة بشكل ملائم. وفي تلك الحالة، فإنّ المعالجة الملائمة للاضطرابات المزاجية مثل الاكتئاب والقلق والاضطراب الثنائي القطب من شأنها أن تساعد أيضاً في معالجة العجز المترتّب على التصلّب المتعدد. ومن الهامّ لكل شخص لديه تصلّب متعدد ويشعر بتعرّضه لاضطراب مزاجي أن يتناول هذه المسألة مع فريقه الطبي.
للاطّلاع على معلومات أكثر حول الخدمات المقدّمة إلى الأشخاص ذوي التصلّب المتعدد، بما يشمل الاستشارة، يُرجى الاتصال بجمعية التصلّب المتعدد المحلية في بلدكم.

شكر خاص لجمعية أبحاث التصلب المتعدد في أستراليا – المصدر الرئيسي لملخصات الأبحاث على موقعنا الإلكتروني.