قد يظهر التصلّب المُتعدِّد المترقّي الثانوي بعد التصلّب المُتعدِّد الانتكاسي الترددي، وهو النوع الأكثر شيوعاً من التصلّب. يتعرّض الأشخاص ذوو التصلّب المُتعدِّد المترقّي الثانوي لتفاقم تدريجي في حالتهم مع تراكم العجز. ولا توجد حالياً خيارات علاجية معتمَدة لهذا النوع من التصلّب المتعدد، مما يجعل التجارب السريرية في هذا الجانب تشكّل أهمية كبرى في تحديد علاجات جديدة لهذه الفئة من الأشخاص ذوي التصلّب المتعدد.

وقد نُشرت للتوّ تجربة سريرية دولية جديدة نتائجَ مشجّعة للعقار “سيبونيمود” عند الأشخاص ذوي التصلّب المتعدد المترقّي الثانوي. وأظهرت النتائج من تجربة المرحلة الثالثة، التي نُشرت في المجلة الطبية المرموقة “ذا لانسيت*”، أنّ العقار “سيبونيمود” قادر على تخفيف خطر ترقّي المرض عند الأشخاص ذوي التصلّب المتعدد المترقّي الثانوي.

وبالإضافة إلى ذلك، أظهرت التغيّرات الدماغية التي تم قياسها باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي أنّ العقار “سيبونيمود” قلّل كمية فقدان النسيج الدماغي وعدد الآفات الجديدة والنشطة عند الأشخاص الذين يتناولون العلاج. غير أنّ اختبارات المشي المحددة الغرض والقدرة على المشي التي أشار إليها المرضى لم تُظهر تحسّناً. جرت التجربة في 31 مركزاً حول العالم وقارنت النتائج الواردة من 1099 شخصاً مصابين بالتصلّب المتعدد المترقّي الثانوي ممّن تلقّوا العقار “سيبونيمود” بالنتائج الواردة من 545 شخصاً ممن تلقّوا أقراص علاجٍ وهمي. وقد صدرت النتائج المبكّرة لهذه التجربة السريرية، التي تُعرف باسم (EXPAND)، في أغسطس 2016*.

عقار “سيبونيمود”

عقار “سيبونيمود” هو علاج فموي ينتمي إلى نفس فئة العقاقير التي تضم العقار “فينجوليمود”. ويستهدف هذا العقار جُزيئاً يوجد على سطح الخلايا المُسمّاة مُستقبِل سفينغوزين-1-فوسفات (S1P). يوجد المُستقبِل على الخلايا في الجهاز المناعي والدماغ والحبل الشوكي، والذي قد يُساهم في التلف المتواصل للميالين والأعصاب الذي يحدث في حالة التصلّب المتعدد المترقّي الثانوي.

وقد عُولج المُشاركون في التجربة لمدة تصل إلى ثلاث سنوات وجرى تعقّب عجزهم كل ثلاثة أشهر لتقدير ما إذا كان العقار “سيبونيمود” ناجعاً أم لا. وقد عُدّ ترقّي العجز مؤكداً عند المُشاركين إذا ساءت حالة عجزهم (وفقاً لقياسها بمقياس حالة العجز المُمتد) وإذا ما تواصل ذلك على امتداد الأشهر الثلاثة التالية. وقد جرى فحصهم أيضاً لمعرفة مقدار الوقت المُستغرق في المشي لمسافةٍ معيّنة وقدرتهم على المشي (وفقاً لتصنيف المريض).

وعلى امتداد التجربة السريرية، شهد 26% من الأشخاص الذين كانوا يتناولون العقار “سيبونيمود” ترقّياً في مستوى عجزهم، مقارنةً بنسبة 32% من الأشخاص الذين لم يُعالجوا بالعقار المذكور. ويُعادل ذلك انخفاضاً بنسبة 21% في خطر ترقّي العجز في هذه التجربة.

لم يُظهر المُشاركون تحسّناً في اختبار المشي المحدد المدة، كما لم يُشيروا إلى اختلافات كبيرة في قدرتهم على المشي. وفي فئة الأشخاص الذين تناولوا العقار “سيبونيمود”، كان هناك تحسّن في عدد الانتكاسات على مدى سنة واحدة (ويُعرف بمعدّل الانتكاس السنوي) وفي المدة الزمنية قبل حدوث انتكاس مؤكّد جديد.

وقد أظهر المُشاركون الذين تناولوا العقار “سيبونيمود” تحسّناً أيضاً في فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي التي أُخذت بعد مُضيّ سنةٍ واحدة وسنتين. وكان معدّل فقد النسيج الدماغي (الانكماش أو الضمور) أبطأ وظهر لديهم عدد أقل من الآفات الجديدة أو النشِطة في فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي.

كما أظهر التحليل أنّ العقار “سيبونيمود” كان أكثر فاعليّةً عند الأشخاص ممّن هُم أصغر سنّاً، ولديهم عجزٌ أقل، ومدّة مرضهم أقصر.

ومن حيث الآثار الجانبية، فقد اتصلت بعض الآثار الجانبية الملحوظة بتكرارٍ أكبر في المجموعة التي تناولت العقار “سيبونيمود” بانخفاض عدد خلايا الدم البيضاء في الدم وباضطرابات في القلب والكبد. وقد توافقت هذه الآثار الجانبية مع علاجات أخرى يتم استخدامها في حالات التصلّب المتعدد من هذه الفئة.
ومع أنّ التغيرات في العجز التي شهدتها هذه التجربة السريرية كانت صغيرةً، فقد أشار فريق البحث إلى أنّه “بالنسبة إلى الأشخاص ذوي التصلّب المتعدد المترقّي الثانوي، فحتى التغيرات القليلة من حيث العدد في نتيجة مقياس حالة العجز المُمتد يُمكن أن تتوافق مع تغيرات جوهرية في الوظائف العصبية والأنشطة اليومية”.

وفي حين أن النتائج جاءت مختلطة، فهي تُعد مشجّعة للأشخاص ذوي التصلّب المتعدد المترقّي الثانوي، الذين لا يُتاح لهم حالياً خيارٌ علاجي معتمَد.

شكر خاص لجمعية أبحاث التصلب المتعدد في أستراليا – المصدر الرئيسي لملخصات الأبحاث على موقعنا الإلكتروني.