•تشير الأبحاث السابقة إلى أن علاج أوبيكينوماب قد يعزز عملية عودة الميالين.
• لقد تم للتو نشر نتائج من تجربة سريرية من المرحلة الثانية لاختبار سلامة وفعالية أوبيكينوماب. ولم تظهر هذه النتائج تحسنًا كبيرًا يعتمد على الجرعة في حالات الإعاقة مقارنةً بالعلاج الوهمي.
• قد تستفيد مجموعة فرعية من المصابين بمرض التصلّب العصبي المتعدد من هذا العلاج ويلزم إجراء مزيد من الدراسات لتوضيح ذلك.

يهاجم الجهاز المناعي في مرض التصلّب العصبي المتعدد ويتلف غمد الميالين على الألياف العصبية في الدماغ والحبل الشوكي. وتمثل عملية عودة الميالين عملية إعادة تغليف الألياف العصبية باستخدام الميالين. تتمتع عملية عودة الميالين بالقدرة على إصلاح الضرر الناجم عن مرض التصلّب العصبي المتعدد وربما عكس بعض آثار مرض التصلّب العصبي المتعدد.  ويتمتع الجسم بقدرات محدودة على إصلاح الأضرار، لكن هذا غير كافٍ في أغلب الأحيان ويمكن أن يكون تأثير الضرر دائمًا. ومن ثم فهناك جهود مستمرة جديرة بالاعتبار لتطوير الأدوية لتعزيز آليات إصلاح الميالين في الجسم. ويتمثل أحد تلك الخيارات العلاجية المحتملة في عقار “أوبيكينوماب”.

ما هو عقار أوبيكينوماب؟

أوبيكينوماب عبارة عن جسم مضاد مصمم هندسيًا، وهو دواء يوجه الجهاز المناعي لإزالة بروتينات معيّنة من جسم الإنسان. يستهدف أوبيكينوماب على وجه التحديد بروتينًا يسمى Lingo-1. وLingo-1 عبارة عن بروتين في الدماغ البشري يعمل بمثابة كابح على الخلايا التي تغلف الخلايا العصبية بالميالين. تكمن النظرية في أنه من خلال إزالة هذا الكابح الموجود على هذه الخلايا، سيعزز ذلك من إصلاح الميالين التالف في دماغ مريض التصلّب العصبي المتعدد.

ما هي النتائج حتى الآن؟

أظهرت الدراسات قبل السريرية المبكرة أن حجب بروتين Lingo-1 باستخدام جسم مضاد يمكن أن يعزز عمليات إصلاح الميالين الطبيعية ويمكن أن يقلل من الأعراض المشابهة لمرض التصلّب العصبي المتعدد في النماذج المعملية لهذا المرض. وكانت الخطوة التالية تتمثل في تجربة سريرية من المرحلة الأولى، والتي اختبرت سلامة الجرعات المختلفة ومدى تحملها لدى المتطوعين الأصحاء والمشاركين الذين يعانون مرض التصلّب العصبي المتعدد الانتكاسي الخمودي والمتقدم الثانوي. أظهرت هذه التجربة من المرحلة الأولى نتائج إيجابية، ما أدى إلى هذه الدراسة الحالية (اقرأ المزيد عن تلك الدراسة هنا).

ماذا تخبرنا هذه الدراسة الأخيرة؟

نُشرت هذه الدراسة الأخيرة في مجلة “Lancet Neurology” وكانت تجربة سريرية من المرحلة الثانية تهدف إلى اختبار الفعالية وجمع مزيد من البيانات حول سلامة هذا العلاج في حالات الأشخاص الذين يعانون مرض التصلّب العصبي المتعدد الانتكاسي الخمودي. شارك 419 شخصًا يعانون مرض التصلّب العصبي المتعدد الانتكاسي الخمودي في هذه التجربة. وتم إعطاء 93 من بين هؤلاء علاجًا وهميًا (غفلاً)، وتم تقسيم المشاركين الباقين إلى أربع مجموعات أخرى وتم إعطاؤهم جرعات مختلفة من عقار أوبيكينوماب لمدة عام ونصف تقريبًا. خلال تلك الفترة، تم تقييمهم بانتظام باستخدام عدة تدابير تهدف إلى تقييم مستويات الإعاقة الجسدية والوظيفة الإدراكية المرتبطة بالتفكير والذاكرة لديهم. كانت التجربة تهدف إلى تقييم التحسن في الوظيفة بدلًا من مجرد إيقاف تدهور حالة الإعاقة كما هو الحال في العديد من تجارب مرض التصلّب العصبي المتعدد التقليدية.

وتحسنت حالة الإعاقة في 49% من الأشخاص الذين تلقوا العلاج الوهمي (الغفل)، والأشخاص الذين تلقوا جرعات مختلفة من عقار أوبيكينوماب. تراوح التحسن في الأشخاص الذين تلقوا عقار أوبيكينوماب بين 40% و65%. لسوء الحظ، لم يكن مستوى التحسن قائمًا على الجرعة التي تلقاها الأفراد، حيث إن الأشخاص الذين تلقوا أقل جرعة لم يظهروا أقل تحسن، وأولئك الذين تلقوا أعلى جرعات لم يظهروا أعلى مستوى من التحسن. كشف تحليل إضافي أنه يبدو أن هناك مجموعات فرعية من الأشخاص المصابين بالتصلّب العصبي المتعدد في هذه التجربة والذين ربما قد استفادوا من هذا العلاج.

ماذا يعني هذا بالنسبة لعلاجات أوبيكينوماب وعملية تجديد الميالين؟

تعد هذه واحدة من أولى التجارب التي تبحث في عملية عودة الميالين كعلاج لمرض التصلّب العصبي المتعدد، وهناك المزيد في طور الإعداد – فهذا مجال مثير حقًا في أبحاث التصلّب العصبي المتعدد؛ حيث إنه يعد بتصحيح الضرر الذي قد حدث بالفعل في مرض التصلّب العصبي المتعدد. ولكن عندما تم إطلاق هذه التجربة في عام 2013، لم يكن من الواضح ما التدابير التي ينبغي استخدامها للتنبؤ بالنتيجة. كانت التدابير المستخدمة هنا عبارة عن مزيج جديد من التدابير وبعض التحسن الملحوظ في أولئك الذين يتلقون العلاج الوهمي يمكن أن يكون تأثيرًا للتدابير التي تم استخدامها. لذلك في هذه المرحلة، لم تقدم الدراسة الإجابات التي كانت متوقعة، فقد قدمت نظرة ثاقبة ووفرت المزيد من السبل للاختبار. يتضمن هذا معلومات حول مجموعات فرعية من الأشخاص الذين يعانون مرض التصلّب العصبي المتعدد والتي قد تستفيد من هذا الدواء، ومدة العلاج اللازمة لإحداث فرق، وماهية التدابير التي ينبغي استخدامها لتقييم آثار علاجات عملية تجديد الميالين في التجارب المستقبلية.

تسلط هذه الدراسة الضوء على المسار الصعب الذي يجب أن تسلكه العلاجات الجديدة، وخاصةً الفئات الجديدة من العلاج. تعتبر كل معلومة جديدة مفيدة في المساعدة في تصميم تجارب أفضل، وهذا مهم بشكل خاص في مجال عودة الميالين حيث يوجد العديد من العلاجات الواعدة التي تبدأ في دخول مرحلة التجربة السريرية.

With thanks to MS Research Australia – the lead provider of research summaries on our website

Page Tags: