لقد تسببت حادثة القتل المروّع لجورج فلويد على أيدي ضباط الشرطة في مينيابوليس (الولايات المتحدة) بصدمةٍ لكثير من الناس والمؤسسات في جميع أنحاء العالم. وقد دفعت الاحتجاجات والدعوات من أجل التغيير، التي أطلقتها حركة “حياة السود مهمّة” (Black Lives Matter) ومجتمعات السود والأقليات الإثنية في بُلدان كثيرة حول العالم، إلى أن يعيد هؤلاء الناس والمؤسسات التفكير في ما يمكنهم فعله بطريقة أفضل.

وقد نشرت جمعية التصلّب العصبي المتعدد الوطنية في الولايات المتحدة الأمريكية وجمعية التصلّب العصبي المتعدد في المملكة المتحدة بيانات حول هذا الأمر. ومن وجهة نظري، بصفتي قائد الحَراك العالمي، أريد أن أنضم إليهم.

فنحن جميعاً علينا أن ننهض ونبذل مزيداً من العمل من أجل إحداث تغيير. إنّ وحشية الشرطة لا تظهر بمعزل عن غيرها من الأحداث – فهي تقع في سياق عنصرية مُمنهجة أكثر عمقاً وكثيراً ما تمرّ دون أن يلاحظها أحد أو يعترض عليها. وأنا أجد أن المسؤولية تقع على عاتق كل مؤسسة لتفحص طريقة عملها والثقافة التي تنتهجها – وعليها أن تحدد أي مصدر للتمييز المُمنهج أو غيره من أنواع التمييز وأن تعمل على إزالته. ونحن في الاتحاد الدولي للتصلّب العصبي المُتعدّد قادرون على بذل مزيدٍ من العمل وسوف نتخذ كل ما في وسعنا لمواجهة أوجه عدم المساواة الهيكلية والعنصرية والتمييز.

إنّ الأشخاص المتعايشين مع التصلّب العصبي المتعدد يواجهون التمييز لكونهم فقراء، أو لأنهم عاجزون، أو لأنهم عاطلون عن العمل، أو لأنهم أقل حظاً. ونحن نعرف أنه في بلدان كثيرة قد يواجه الأشخاص من الأقليات الإثنية المتعايشين مع التصلّب العصبي المتعدد أو غيره من الإعاقات عقبات أكثر حتى مما يواجهه غيرهم من المتعايشين مع التصلّب العصبي المتعدد. وهُم في كثير من الأحيان يواجهون ضرراً ذا وقعٍ أشد بسبب عدم المساواة في أنظمة الرعاية الصحية. ويلقي كل ذلك مسؤولية إضافية على العمل الذي ينهض به حراكنا.

على مدار الأشهر القادمة سوف نعمل مع أمنائنا وموظفينا والمؤسسات الأعضاء لفحص أوجه عدم المساواة والتمييز والعوائق العرقية في كامل المؤسسات الأعضاء والحَراك العالمي للتصلّب العصبي المتعدد والتصدي لها. وسوف نستكشف التغييرات اللازمة في أسلوب حوكمتنا من أجل تنويع مؤسستنا. وسوف نغيّر طريقة استقطابنا للموظفين والمتعهّدين. ومن خلال عملنا في المناصرة، وبينما نتصدى لأوجه عدم المساواة في سبل الاستفادة من الرعاية الصحية للأشخاص ذوي التصلّب العصبي المتعدد، سنحرص على ألاّ نهمل عدم المساواة العرقية. وفي حملاتنا وأنشطتنا البحثية سنبذل مزيداً من الجهد كذلك لضمان إدراج الأشخاص من خلفيات الأقليات الإثنية وتمثيلهم وسماع آرائهم. وفوق كل ذلك، لن ندع العنصرية أو رُهاب الأجانب من أي نوع يمرّ دون رادع، لأنه، كما كتب مارتن لوثر كنغ:

“إن الظلم أينما كان يهدد العدل في كل مكان”