·         من الأسئلة الأساسية حول التصلّب العصبي المُتعدّد المُترقّي التي لم يتم الإجابة عليها بعد هو كيف يمكن الحد من التلف الذي يلحق بالألياف العصبية، ويتسبب بالعجز الذي نراه في الحالات المترقّية من التصلّب العصبي المُتعدّد.

·         وقد اكتشف فريق دولي مموّل من خلال التحالف الدولي للتصلّب العصبي المتعدد المترقّي آليةً جديدة تستخدمها الألياف العصبية لحماية نفسها استجابةً للتلف الذي يتعرض له غشاؤها الواقي الذي يُعرف باسم الميالين.

·         ويؤدي تعزيز هذا النشاط إلى تحسين قدرة العصب على البقاء في النماذج المَخبرية، ويمهد الطريق من أجل الوصول إلى علاجات ممكنة تحافظ على الألياف العصبية حين يُفقد هذا الغشاء الواقي في حالات التصلّب العصبي المُتعدّد.

ما هو البحث الجديد في مجال التصلّب العصبي المُتعدّد المُترقّي؟

يحدث التصلّب العصبي المُتعدّد نتيجةً لمهاجمة خلايا المناعة في الجسم نفسها الدماغَ والحبلَ الشوكي، ويبدأ هذا الهجوم عادةً بالغشاء الذي يحيط بالألياف العصبية، المكوّن من الميالين. يمكن إصلاح الميالين، ولكن هذه العملية غالباً ما تكون غير مكتملة، وبمجرّد أن يُفقد الميالين نهائياً تبدأ الألياف العصبية الموجودة تحت هذا الغشاء بالتلف. وهذا التلف الذي يلحق بالألياف العصبية نفسها لا يمكن إصلاحه وهو هذا النوع من التلف الذي يؤدي إلى تراكم العجز المصاحب للأشكال المترقّية من التصلّب العصبي المُتعدّد.

لماذا يشكل غشاء الميالين الواقي أهميةً في حالة التصلّب العصبي المُتعدّد؟

يعزلُ غشاءُ الميالين المحيط بالأعصاب الأليافَ العصبية ويحميها. كما أنّ الغشاء يجعل توصيل النبضات على امتداد الأعصاب أكثر كفاءةً بكثير. وعندما يُفقد الميالين، يتعيّن على الأعصاب أن تعمل بجهد أكبر لنقل النبضات. تتطلب هذه العملية طاقةً أكبر، وتفرض مزيداً من الطلب على المصنّعات المُنتجة للطاقة داخل الخلية، وتُعرف باسم المُتقدِّرات (الميتوكوندريا). وفي التصلّب العصبي المُتعدّد المُترقّي، نعرف أنّ المُتقدِّرات معطوبة أساساً، مما يُراكم المشكلة. ويساهم النقص الناتج في احتياطي الطاقة إلى انحلال الخلية العصبية.

ما الذي وجده الباحثون؟

في هذه الدراسة التي أدارها البروفيسور دون ماهاد من جامعة إدنبره، ونُشرت في المجلة المحكَّمة “وقائع علم الأمراض العصبية” (Acta Neuropathologica)، اكتشف الباحثون طريقةً تعوّض بها الأعصاب النقص في الميالين عن طريق تحفيز حركة المُتقدِّرات على امتداد الليف العصبي إلى موقع التلف. إلاّ أنّ هذه الاستجابة حدثت ببطء شديد لا يسمح بإيقاف اضمحلال العصب.

وبعد ذلك، استخدم الباحثون أحد العقاقير لتحفيز إنتاج المُتقدِّرات في الخلية العصبية. وفي وجود هذا العقار كانت الأعصاب قادرة على حشد عدد أكبر من المُتقدِّرات إلى أماكن فُقد منها الميالين وكان العلاج بالعقار قادراً عندئذٍ على حماية العصب من الاضمحلال.

وفي نتائج أكثر تشويقاً، وُجد أن العلاج بالعقار قد حمى العصب من الاضمحلال أيضاً في النموذج المَخبري حيث كان إنتاج الطاقة معطوباً بالفعل. ويشكّل ذلك أهمية لأن هذا النموذج يحاكي الوضع الذي نراه في التصلّب العصبي المُتعدّد المُترقّي.

ماذا يعني كل ذلك؟

يعتقد الباحثون أنّ ما توصّل إليه البحث قد يشكّل خطوة أولى في علاج التصلّب العصبي المُتعدّد المُترقّي. فإذا أمكن تثبيت استقرار الأعصاب في الحالة الحادّة عند فقد الميالين، فمن شأن ذلك أن يُعطي فرصة للتدخلات باستخدام عقاقير أخرى لإصلاح الأعصاب. في الوقت الحالي، لا تزال علاجات تعزيز إعادة نمو غشاء الميالين حول الأعصاب التالفة قيدَ التطوير، والتي من المحتمل الاستعانة بها لإصلاح الأعصاب المستقرّة. ويعني هذا الخبر بالنسبة إلى الأشخاص الذين يتعايشون مع التصلّب العصبي المُتعدّد المُترقّي، فرصة تفتح المجال أمام خيارٍ علاجي محتمَل.

نوجه الشكر إلى جمعية أبحاث التصلّب العصبي المُتعدّد في أستراليا.، بصفتها المصدر الرئيسي لملخصات الأبحاث الموجودة على موقعنا الإلكتروني.