أظهر مَسح أطلس التصلّب العصبي المُتعدّد الذي أجراه مؤخراً الاتحاد الدولي للتصلّب العصبي المُتعدّد أنّ 72% من البُلدان تُواجه عوائق كبيرة في سُبل إتاحة العلاجات المُعدلّة للمرض وأن هذه العوائق تَظهر على نحوٍ أبرز في البُلدان المنخفضة الدخل والمتوسطة الدخل. وتُشير 70% من البُلدان المنخفضة الدخل و60% من البُلدان في منطقة أفريقيا تبعاً لمناطق منظمة الصحة العالمية إلى عدم وجود علاجات مُعدّلة للمرض مرخّصة مُتاحة للاستخدام. وتُعد المُضادات الحيوية الوحيدة النسيلة – ومنها ناتاليزوماب (Natalizumab)، أو أليمتوزوماب (Alemtuzumab)، أو أوكريليزوماب (Ocrelizumab) – ضعيفة التوافُر على وجهٍ خاص.

إنّ العلاجات “خارج غرضها المخصص” هي علاجات قد اعتُمدت لحالات أخرى، ولكن ليس للتصلّب العصبي المتعدد على وجه التحديد. وكثيراً ما تكون العلاجات المُعدّلة للمرض خارج غرضها المخصص أكثر توافُراً على نحو جاهز وبتكلفة مُيسَّرة لدى النُظم الصحية، وقد توفّر خياراً علاجياً حيثما تكون العلاجات المُعدّلة للمرض الأخرى غير متوفرة أو غير مُيسَّرة التكلفة. وأظهر أطلس التصلّب العصبي المُتعدّد أنّ استخدام العلاجات خارج غرضها المخصص شائعٌ – فهي تُستعمَل في 89 بلداً على الأقل. وتختلف قاعدة الأدلّة الخاصة بالعلاجات خارج غرضها المخصص عن العلاجات التي تحظى باعتماد تنظيمي، ولكنها قد تكون الخيار الأوحد في الأوضاع المتسمة بانخفاض الموارد. وتُعد مسألة ما إذا كان ينبغي استخدام علاجات خارج غرضها المخصص مشكلةً حقيقيةً تُواجهها النُظم الصحية وأطباء العيادات والأشخاص المتأثرون بالتصلّب العصبي المتعدد، ونريد أن نساند كُلَّ من هُم في مجتمع التصلّب العصبي المُتعدّد على فهم المنافع والمخاطر، بحيث يتمكنون من اتخاذ أفضل القرارات للتحكم بالتصلّب العصبي المُتعدِّد.

في هذه الورقة المنشورة مؤخراً، نطرح مبادئ عامة حول الاستخدام الأخلاقي للعلاجات المُعدِّلة للمرض خارج غرضها المخصص لعلاج التصلّب العصبي المُتعدّد، وعمليةً لتقييم الأدلّة الموجودة، ووضع التوصيات بشأن استخدامها. وتُحدَّد هذه المبادئ أدناه، ويمكنكم الاطّلاع على العملية المفصّلة في المقالة الكاملة في مجلة التصلّب العصبي المُتعدّد.

المبادئ والتغيّرات الطويلة الأمد

مبادئ عامة حول الاستخدام الأخلاقي للعلاجات المُعدِّلة للمرض خارج غرضها المخصص لمعالجة التصلّب العصبي المُتعدّد والتغيّرات الطويلة الأمد المطلوبة:

1- إنّ استخدام العلاجات المُعدّلة للمرض خارج غرضها المخصص لمعالجة التصلّب العصبي المُتعدّد ينبغي أن يكون مدفوعاً بالحاجة إلى حماية صحة الشخص.

2- ينبغي أن يكون استخدام العلاجات خارج غرضها المخصص مدفوعاً بالأدلّة وأن يُوضع في الاعتبار عند عدم تحمُّل العلاجات المُعدّلة للمرض ضمن غرضها المخصص، أو حينما تكون غير مناسبة لتحقيق أفضل نتيجةٍ سريرية، أو غير مُتاحة، أو غير مُيسَّرة التكلفة.

3- يتسم اتخاذ القرار على نحو مُشترَك بين الأشخاص ذوي التصلّب العصبي المُتعدّد وأخصائيي الرعاية الصحية المتابعين لهم بأهميةٍ على نحو خاص عند النظر في استخدام العلاجات المُعدّلة للمرض خارج غرضها المخصص.

4- ينبغي أن تُتاح المعلومات اللائقة حول المنافع والمخاطر الصحية للعلاجات المُستخدمة خارج غرضها المخصص إلى الأشخاص ذوي التصلّب العصبي المُتعدّد بواسطة أخصائيي الرعاية الصحية المتابعين لهم على امتداد المسار الكامل للتحكم بالمرض.

5- عند استخدام العلاجات المُعدّلة للمرض خارج غرضها المخصص لمعالجة التصلّب العصبي المُتعدّد ينبغي أن تخضع النتائج والفاعليّة والآثار العكسية إلى المراقبة بعناية.

التغيّرات الطويلة الأمد المطلوبة:

1- من أجل دعم اتخاذ القرار الإكلينيكي المدفوع بالأدلّة واتخاذ القرارات التعويضية، تستدعي الحاجة وضع إرشادات تتعلق باستخدام العلاجات المُعدّلة للمرض خارج غرضها المخصص لمعالجة التصلّب العصبي المُتعدّد.

2- ينبغي النظر على نحو أوسع في تنظيم ووضع وصفٍ بالأدوية خارج غرضها المخصص لعلاج التصلّب العصبي المُتعدّد على الصعيدين الوطني والدولي لدعم أفضل الممارسات الإكلينيكية.

3- ينبغي للوكالات التنظيمية وغيرها من المؤسسات وضع تدابير لتيسير التسجيل الرسمي للأدوية المُستخدمة خارج غرضها المخصص مع تِبيان ميزانٍ إيجابي للفائدة-الضرر بناءً على أدلّة وافية.

اعتمادات من المجتمع العالمي

تحظى المبادئ والعملية المذكورتان بالاعتماد لدى كُلٍّ من الاتحاد العالمي لطب الأعصاب (WFN)، والأكاديمية الأمريكية لعلم الأعصاب (AAN)، والأكاديمية الأوروبية لطب الأعصاب (EAN)، ولجنة الأمريكتين لعلاج وبحوث التصلّب العصبي المُتعدِّد (ACTRIMS)، واللجنة الأوروبية لعلاج وبحوث التصلّب العصبي المُتعدِّد (ECTRIMS)، ومؤتمر لجنة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لعلاج وبحوث التصلب العصبي المُتعدّد (MENACTRIMS)، واللجنة الآسيوية لعلاج وبحوث التصلّب العصبي المُتعدِّد (PACTRIMS).