تشمل منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مساحة كبيرة ومتنوعة تضم أكثر من 20 بلدًا. وقد سجلت تزايد انتشار التصلّب العصبي المُتعدّد على مدار العقود الماضية، ولكن يختلف التعامل مع التصلّب العصبي المُتعدّد بشكل كبير بين بلدان المنطقة بسبب مدى توافر العلاجات المُعدّلة للمرض (DMT) وسبل الحصول إليها والقدرة على تحمل تكاليفها.

كان هذا التصريح من أميمة من المغرب وهي تشارك تجربتها الشخصية في الصعوبات التي تواجهها للحصول على العلاجات المُعدّلة للمرض – يمكنك قراءة قصتها الكاملة هنا.

“التحدي الرئيسي الذي نواجهه في المغرب يتركز في النواحي المالية. تختلف تكلفة علاجي ولكنها تتراوح في أغلب الأحيان بين 6000 درهم مغربي (550 دولارًا) و7000 درهم مغربي (640 دولارًا) وأحتاج إلى أربع جرعات في السنة الواحدة. وكي أتمكن من تحمل تكلفة هذا العلاج، نضطر إلى حرمان أنفسنا من احتياجاتنا اليومية الأساسية. ما زال هناك متسع لبذل جهود أكبر في مجال نشر المعرفة بشأن هذا المرض وتوفير سبل الحصول على العلاج بأسعار معقولة، فالعلاج متاح الآن، ولكن بتكلفة باهظة لا نستطيع تحملها”.

تولت الدكتورة مايا زين الدين، أخصائية التصلّب العصبي المُتعدّد من لبنان، الجهود الرامية لإجراء تحليل متعمق لبيانات منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أطلس التصلّب العصبي المُتعدّد، مع التركيز على سبل الحصول على العلاجات الأصلية وعلاجات المتابعة (العلاجات الجنيسة أو البدائل الحيوية) المُعدّلة للمرض خارج الغرض المخصصة له في كل بلد، علاوة على الحواجز التي تحول دون علاج التصلّب العصبي المُتعدّد. وقد تم نشر النتائج الآن في مجلة التصلّب العصبي المُتعدّد والاعتلالات ذات الصلة.

وكانت النتائج الرئيسية التي توصل إليها تحليل بيانات 16 بلدًا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والمتضمن في الدراسة ما يلي:

  • يتم استخدام العلاجات المُعدّلة للمرض وتشمل تلك العلاجات المُعدّلة للمرض ذات الفعالية العالية، في معظم بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
  • استخدام العلاجات المُعدّلة للمرض خارج غرضها المخصص أمر شائع الحدوث، فهناك 13 من 16 بلدًا أقرت باستخدام العلاجات المُعدّلة للمرض خارج غرضها المخصص لعلاج التصلّب العصبي المُتعدّد، وعلى وجه الخصوص أدوية أزاثيوبرين وريتوكزيماب.
  • تمت الموافقة على استخدام العلاجات المُعدّلة للمرض الخاصة بالمتابعة من قبل 50% من بلدان المنطقة.
  • شكّلت تكلفة العلاجات العائق الأكبر الذي يحول دون الحصول عليها وهو الأمر الذي أقرت به حوالي نصف بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
  • أشار أكثر من نصف بلدان المنطقة إلى وجود مشاكل تتعلق بالاستمرار في تناول العلاج مثل الإمداد غير المنتظم للأدوية.

وقد تحسنت سبل الحصول على العلاجات المُعدّلة للمرض في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمرور الوقت نتيجة لعوامل متعددة تشمل وفرة أطباء الأعصاب المتخصصين في التصلّب العصبي المُتعدّد، ومراكز التصلّب العصبي المُتعدّد ذات التخصصات المتعددة، وتأسيس “مؤتمر لجنة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لعلاج وبحوث التصلب العصبي المُتعدّد” (MENACTRIMS)، ونشر المبادئ التوجيهية للعلاج الإقليمي، وإنشاء سجل مؤتمر لجنة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لعلاج وبحوث التصلب العصبي المُتعدّد.

ومع ذلك، توجد اختلافات جوهرية في جميع أنحاء المنطقة. تتمتع البلدان ذات الدخل المرتفع مثل الكويت وعُمان والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر بتوفر سبل الحصول على معظم العلاجات المُعدّلة للمرض، في حين تكون الخيارات العلاجية في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل مثل تونس والجزائر وسوريا والعراق والسودان محدودة بدرجة أكبر، خاصة بالنسبة للعلاجات المُعدّلة للمرض ذات الفعالية العالية. من المرجح أن يكون السبب وراء هذا التباين هو أوجه التفاوت الكبيرة في الوضع الاجتماعي والاقتصادي عبر بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وهنا تظهر الحاجة إلى وضع استراتيجية إقليمية تهدف لمعالجة أوجه التفاوت المشار إليها فيما يخص توفير سبل الحصول على علاجات التصلّب العصبي المُتعدّد. يعد وضع سياسات أو خطط تضمن تلبية الاحتياجات المعقدة للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات عصبية بما يتوافق مع أوضاع بلد أو منطقة معينة هدفًا مهمًا من أهداف خطة العمل العالمية المشتركة بين القطاعات لمنظمة الصحة العالمية لطب الأعصاب. وتتضمن هذه الخطة الرامية إلى تحسين حياة الأشخاص الذين يعانون من حالات عصبية بما فيها التصلّب العصبي المُتعدّد توفير الرعاية الشاملة طوال الحياة، وقد تم وضعها على أساس مدخلات مقدمة من الاتحاد الدولي للتصلّب العصبي المُتعدّد وأعضائه والحراك بصفة عامة.

تقول دكتور مايا زين الدين، المسؤولة عن كتابة هذا المنشور:

“البيانات والأدلة عناصر ضرورية لدعم وضع استراتيجية شاملة تهدف لرعاية الأشخاص ذوي التصلّب العصبي المُتعدّد في بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، مما يضع الأشخاص ذوي التصلّب العصبي المُتعدّد في بؤرة الاهتمام. كما تلعب الجمعيات المحلية المعنية بالأشخاص ذوي التصلّب العصبي المُتعدّد دورًا محوريًا، حيث توفر خدمات مثل البرامج أو الموارد لمساعدة الأشخاص المتأثرين بالتصلّب العصبي المُتعدّد في التغلب على الصعوبات التي تعيق سبل حصولهم على العلاجات المُعدّلة للمرض”.

يأتي هذا المنشور كنتاج للتعاون بين أعضاء مؤتمر لجنة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لعلاج وبحوث التصلب العصبي المُتعدّد والاتحاد الدولي للتصلّب العصبي المُتعدّد. يرجى ملاحظة أن المنشور يعتمد على البيانات التي تم الإبلاغ عنها ووصلت إلى القائمين على أطلس التصلّب العصبي المُتعدّد في عامي 2019/2020، وبالتالي ربما لا يعكس الوضع الحالي في عام 2023.

يمكنكم أيضًا قراءة المقالة الافتتاحية التي كتبها ييه وآخرون في مجلة التصلّب العصبي المُتعدّد والاعتلالات ذات الصلة تعليقًا على نتائج هذه الدراسة: هل يمكننا تحسين النتائج المتعلقة بالتصلّب العصبي المُتعدّد في جميع أنحاء العالم؟ سبل الوصول والاعتبارات العالمية لطبقات الدخل المختلفة

البيانات الموجودة في أطلس التصلّب العصبي المُتعدّد متاحة مجانًا للجميع. إذا كنت مهتمًا بتحليل البيانات المتعلقة بموضوع معين أو خاص بمنطقتك، فإننا نشجعك على القيام بذلك. يرجى التواصل مع راشيل أو آن على العنوان atlas@msif.org إذا كنت ترغب في مناقشة أفكارك معهم.

تعرّف على المزيد من المعلومات عن كيف تختلف سبل الحصول على الرعاية الصحية اللازمة للتصلّب العصبي المُتعدّد في جميع أنحاء العالم من خلال تقرير الإدارة الإكلينيكية، والوصول إلى البيانات الخاصة ببلدك على الموقع الإلكتروني لأطلس التصلّب العصبي المُتعدّد.

قد تكونوا مهتمين أيضًا بدراسة الحالة التي تتناول سيل الحصول على العلاج في مصر من إعداد الدكتورة مي شرواي والبروفيسور مجد زكريا يعرضان دراسة حالة عن مصر في هذا الفيديو ومفادها أن مصر بلد من الشريحة الدنيا من البلدان متوسطة الدخل، ولكن هناك مجموعة من العلاجات المُعدّلة للمرض (وتشمل إنترفيرون، وتيريفلونوميد، وديميثيل فومارات، وفنجوليمود، وكلادريبين، وناتاليزوماب، وأوكرليزوماب) متاحة ويتولى النظام الصحي سداد ثمن العلاج. وتقدم الدراسة نظرة عامة مفصلة وعملية عن أعمال المناصرة والتوعية التي قامت بها “مؤسِّسة رعاية التصلّب العصبي المُتعدّد” في مصر جنبًا إلى جنب مع المتخصصين في الرعاية الصحية، من أجل توفير سبل الحصول إلى العلاج للأشخاص المصابين بالتصلب المتعدد.

تفضلوا بزيارة موقعنا الإلكتروني الخاص بسبل الحصول على العلاج والمناصرة لمعرفة مزيد من المعلومات عن تحسين سبل الحصول على العلاج، باللغة الإنجليزية.