يعد النظام المناعي ذو أهمية قصوى للحياة كما أنه يدافع عن الجسم ضد أية عناصر مهاجمة. تظهر أعراض مرض التصلب العصبي المتعدد لهجوم الخلايا المناعية المضطربة على المخ والعمود الفقري. ومن ثم فإن أغلب عقاقير التصلب العصبي المتعدد تقوم بتعديل أو قمع النظام المناعي المدمر.

وثمة خيار أكثر حدة بالنسبة للأشخاص الذين لا يستجيبون للعلاجات المتاحة وهو يتمثل في إبادة النظام المناعي تمامًا ثم إعادة “تشغيله” من جديد.

وقد استخدمت الأبحاث سابقًا عقاقير قوية للتخلص من جميع الخلايا المناعية وقد كانت لها نتائج متفاوتة. وبما أن الحياة مستحيلة بدون نظام مناعي، فيجب استعادة النظام المناعي الطبيعي بعد هذا العلاج. ويمكن تحقيق ذلك من خلال إعادة حقن الخلايا التي يمكن أن تُنتج خلايا مناعية (مثل الخلايا الجذعية لنخاع العظم).

وقد نشر الباحثون الكنديون نتائج متابعة طويلة الأمد لمجموعة تتكون من 24 شخصًا مصابون بالتصلب المتعدد متكرر الانتكاس والهدوء وقد تم علاجهم بواسطة علاج الخلايا الجذعية البشرية المنتجة للدم ذاتية المنشأ. وقد أظهر الأفراد الخاضعين لهذه الدراسة إصابتهم بالتصلب المتعدد شديد الالتهاب الذي صاحبته انتكاسات متكررة لم تستجب للعلاجات المُعدِلة المتاحة للمرض.

وقد تضمن الإجراء المستخدم في هذه الدراسة تدمير النظام المناعي بالكامل (وهو ما يعرف باسم وأعقب ذلك إعادة تسريب الخلايا الجذعية المناعية الذاتية الخاصة بالمريض (الخلايا الجذعية البشرية المنتجة للدم) والتي تم جمعها قبل المعالجة الكيميائية.

وقد كان مقياس النتيجة الرئيسي هو غياب مرض التصلب المتعدد (غياب الانتكاسات أو الآفات الدماغية أو تطور العجز) لمدة تتجاوز الثلاثة أعوام. وقد تم متابعة الحالة الصحية للمشاركين لفترات طويلة بعد العلاج تراوحت بين 4 إلى 13 عامُا. وقد أسفر الإجراء عن التخلص نهائيًا من الانتكاسات وعدم تكون آفات دماغية جديدة طوال فترة المتابعة لجميع المشاركين الناجين الذين بلغ عددهم 23 فردًا.

وقد توفى مشارك واحد إثر مضاعفات نتيجة حدوث إخفاق في وظائف الكبد كنتيجة لإجراء علاج الخلايا الجذعية البشرية المنتجة للدم ذاتية المنشأ. واحتاج مشارك آخر للرعاية المركزة نتيجة لإصابته بتسمم متعلق بالعلاج الكيميائي، ولكنه تعافى في النهاية. وقد تعرض بعض المشاركين لالتهابات فيروسية متوقعة بعد الزرع وتعافوا فيما بعد.

وفي حين أن نتائج هذا الإجراء واعدة، إلا أنه لا زال هناك طريق طويل علينا قطعه قبل أن نتمكن من استخدام هذا النهج خارج نطاق التجارب البحثية السريرية. فعلى سبيل المثال، كانت هذه التجربة تجربة مرحلة ثانية، مما يعني وجود حاجة إلى مزيد من الدراسات بضوابط تجريبية لإثبات مأمونية هذا العلاج وفاعليته فضلًا عن تحديد المجموعة الفرعية من المرضى التي ستستفيد منه بأقصى حد.

لقراءة المقالة كاملة (يمكنك فتح موقع خارجي في نافذة جديدة)