وقد أدّى ظهور علاجات جديدة أكثر نجاعةً للتصلّب العصبي المتعدد إلى زيادة استجابة الأطباء على الأرجح لأعراض جديدة عن طريق تغيير مجرى العلاج للشخص. أظهرت دراسة أُجريت مؤخراً، استناداً إلى السجلات الطبية المخزّنة في أكبر قاعدة لبيانات التصلّب المتعدد في العالم (MSBase)، أن الأطباء لا يتساهلون مع نشاط المرض وباتوا يغيّرون الأدوية المُعطاة لعلاج التصلّب العصبي المتعدد بمعدل أعلى من أي وقتٍ مضى. وتُظهر البيانات أن أطباء الأعصاب قد يغيّرون على الأرجح دواء الشخص بناءً على بيانات التصوير بالرنين المغنطيسي وحدها.

تمنح الأدوية الجديدة الأخصائيين الصحيين مجموعة من الخيارات العلاجية للاختيار من بينها، وتسمح لهم بذلك بتحديد أفضل علاج لكل فرد في أي وقت معيّن وتأمين أفضل نتائج علاجية ممكنة. في الماضي، لم يكن الاختصاصيون الصحيون يجرّبون دواءً مختلفاً سوى في حالة الانتكاسة السريرية، ولكن انتشار الخيارات العلاجية الأكثر نجاعة لم يحفّز أطباء الأعصاب لاستهداف وقف الانتكاسات فحسب، بل ولوقف النشاط الظاهر بالتصوير بالرنين المغنطيسي – وهي حالة تُعرف بـ ’لا دليل على نشاط المرض‘ (NEDA).

ومع ذلك لا يزال الأخصائيون الصحيون يواجهون تحديات عديدة. فأولاً، قد يستجيب الأفراد على اختلافهم لنفس الدواء بطُرق مختلفة، وليس هناك نظام إنذار مبكّر لتوقع هذه الاستجابة. وفي حين أن النمو في العلاجات الخاصة بالتصلّب العصبي المتعدد قد منح الأخصائيين الصحيين مرونة غير مسبوقة في استبدال الأدوية العلاجية إلا أنه قد يصعب في الوقت ذاته تحديد الفترة الدقيقة التي ينبغي عندها تبديل الأدوية.

درست مجموعة من العلماء الدوليين الطريقة التي يتبعها أطباء الأعصاب الذين يعالجون التصلّب العصبي المتعدد في علاج النمط الانتكاسي الترددي من المرض، ومستوى نشاط المرض الذي يختارون عنده تغيير دواء الشخص. فحص الفريق 4332 شخصاً مصاباً بالتصلّب العصبي المتعدد ونظروا في نتائج تصويرهم بالرنين المغنطيسي والتغييرات العلاجية المتخذة في حال وجود آفة لم ينتج عنها أي أعراض – وتُسمى “الآفات الصامتة”.

دور التصوير بالرنين المغنطيسي

تُظهر النتائج، التي نُشرت مؤخراً في مجلّة التصلب العصبي المتعدد، أنّ إدارة العلاج في حالات التصلّب العصبي المتعدد الانتكاسي الترددي يعتمد بقوة على مراقبة التصوير بالرنين المغنطيسي، وأنه في 26 في المئة من الحالات تقريباً أدّى تحديد آفة جديدة واحدة فقط في الدماغ بطريقة T2 التي لم تتسبب بظهور عارض إلى تحفيز التغيير في العلاج. وارتفع هذا الرقم إلى 50 في المئة بين الأشخاص الذين لديهم أكثر من 6 آفات جديدة في الدماغ التُقطت بطريقة T2. وتُعد الآفات التي يُحدد وجودها بواسطة التصوير بطريقة T2 أقدَم عموماً من الآفات الأقل نشاطاً. وفي الوقت ذاته كان الاحتمال باستبدال الدواء لدى المشاركين ممن لديهم آفات أكثر نشاطاً أو المحددة بطريقة T1 أكثر بمرّتين من المشاركين ذوي الآفات المحددة بطريقة T2. وتُظهر النتائج أيضاً أن المشاركين الذين يتناولون نوعاً أقدَم من الدواء مثل الدواء القابل للحقن كان تغيير دوائهم أكثر احتمالاً إذا ما رصدَ التصوير بالرنين المغنطيسي آفةً دماغية صامتة.

ولا بُد من ملاحظة أن استبدال الأدوية قد يكون أكثر صعوبةً في البلدان التي لا يُتاح فيها جميع الأدوية الميسورة التكلفة لعلاج التصلّب العصبي المتعدد.

وعموماً، تُظهر هذه الدراسة أن الأخصائيين في التصلب العصبي المتعدد يعتمدون بشكل أكبر على التصوير بالرنين المغنطيسي وحده في اتخاذ القرارات العلاجية، وأنهم لا يتساهلون مع وجود أي نشاط للمرض، إلى الحد الذي باتوا معه اليوم يستبدلون دواء الأشخاص إذا وجدوا آفة واحدة صامتة في الدماغ. ويسلّط ذلك الضوء على أهمية التصوير بالرنين المغنطيسي في اتخاذ القرارات العلاجية والحاجة إلى إجراء فحص تصويري منتظِم حتى في غياب أي أعراض جديدة. تُظهر النتائج بوضوح التغيرات في الإدارة السريرية للتصلب العصبي المتعدد، وأن توافر أدوية أحدث وأكثر نجاعة قد سمح بانتقال المرمى المُراد في هذا المنظور العلاجي الشديد الحيوية. ومن المرجّح أن يشكّل ذلك تأثيراً إيجابياً هائلاً في النتائج على المدى الطويل لدى الأشخاص المصابين بالتصلّب العصبي المتعدد الانتكاسي الترددي.

شكر خاص لجمعية أبحاث التصلب المتعدد في أستراليا – المصدر الرئيسي لملخصات الأبحاث على موقعنا الإلكتروني.

Page Tags: