• يحقق الباحثون في ما إذا كانت التغيرات الجينية المتصلة بالدهون ترتبط بتدهور حالة الإعاقة لدى المصابين بالتصلب العصبي المتعدد
  • لقد كان هناك عدد من العوامل البيئية التي وُجد أنها تُساهم في تدهور حالة التصلب العصبي المتعدد – وتشمل مستوى الدهون في الدم – ولكن لم يحظَ تحديد دور الجينات في هذه العلاقات بنجاح كبير.
  • فحص الباحثون مجموعة Ausimmune/AusLong longitudinal study وحددوا خمسة تغيرات جينية تتصل بمستويات الدهون في الدم والتي من الجائز أنها تساهم في تدهور حالة الإعاقة.
  • تعرّض الأشخاص الذين لديهم مجموعة أعلى من هذه التغيرات الجينية إلى جانب مستويات غير طبيعية من الدهون في الدم إلى تدهور في حالة الإعاقة بمعدل أسرع.

إنّ التصلّب العصبي المتعدد هو مرض مُزمن تتسبب به مجموعة معقّدة من التفاعلات بين الجينات والبيئة. وتُقابل هذه التفاعلات جهاز المناعة متسببة له بتدهور الميالين، وهو الغشاء الوقائي الذي يحيط بالألياف العصبية. وفي حين أن التركيز الكبير كان موجهاً نحو عوامل جينية وبيئية ينتج عنها إصابة الشخص بالتصلّب العصبي المتعدد في المقام الأول، إلا أنه لم تُجرَ سوى بحوث قليلة على العوامل التي تدفع إلى ترقّي التصلّب العصبي المتعدد – وهو التدهور التدريجي للإعاقة على امتداد عُمر المرء.

ومن أسباب ذلك أن غالبية الدراسات الجينية تميل إلى التركيز على مرحلة زمنية واحدة ولا تكون قادرة على إجراء مقارنات على امتداد عُمر الشخص، مع تغيّر مرضه. وتتغلب الدراسات الطولية على هذه المسألة عن طريق فحص العوامل ذاتها على امتداد فترة طويلة من الزمن.

وقد بحثت بعض الدراسات في العوامل البيئية التي تساهم في ترقّي التصلب العصبي المتعدد. ومن بين هذه العوامل البيئية التي نُظر فيها مستويات الدهون في الدم. وتشمل الدهون في الدم ثلاثي الغليسريدات ومجموع الكولسترول (TC) والبروتين الدهني المنخفض الكثافة (LDL) والبروتين الدهني المرتفع الكثافة (HDL).

لقد أظهر بحثٌ سابق أنّ المستويات المرتفعة من ثلاثي الغليسريد ومجموع الكولسترول، والبروتين الدهني المنخفض الكثافة، و/أو المستويات المنخفضة من البروتين الدهني المرتفع الكثافة، ترتبط بزيادة تدهور حالة الإعاقة. ومع ذلك، لا يُعرف الكثير عن الطريقة التي قد تُفضي فيها هذه التغيرات في الدهون إلى تدهور حالة الإعاقة. وللمساعدة على اكتشاف ذلك تحرّى فريق من الباحثين الأستراليين ما إذا كانت التغيرات الجينية التي تتصل بالدهون ترتبطُ بتدهور حالة الإعاقة عند الأشخاص المصابين بالتصلّب العصبي المتعدد بمرور الوقت.

وفي دراسة نُشرت في مجلة علم الأعصاب وجراحة الأعصاب وعلم النفس، استعان الباحثون بمجموعة فرعية من الدراسة الطولية Ausimmune/AusLong التي تدعمها الجمعية الأسترالية لبحوث التصلّب العصبي المتعدد وتابعت 184 شخصاً يُشتبه في إصابتهم بنوبة واحدة من التصلّب العصبي المتعدد على امتداد خمس سنوات. واكتشفوا أنّ خمسة تغيّرات جينية تتصل بوجود الدهون في الدم ترتبط بتدهور حالة الإعاقة طبقاً لقياسها بحسب التغيّر في مقياس حالة الإعاقة الممتد*. وقد استخرج الباحثون “درجة خطورة” لتدهور حالة الإعاقة استناداً إلى توليفة هذه التغيّرات الجينية التي قد يتعرّض لها الفرد. ووجدوا أن ذوي درجة المخاطر الأدنى لديهم معدلات أدنى من تدهور حالة الإعاقة مقارنةً بمن يحملون درجة مخاطر أعلى. وتوقّع الباحثون أيضاً أن المشاركين ممن يحملون درجات مخاطر أعلى مجتمعة مع مستوى أدنى من البروتين الدهني المرتفع الكثافة أو معدل أعلى من مجموع الكولسترول مقابل البروتين الدهني المرتفع الكثافة، يتعرضون لمعدلات أعلى حتى من تدهور حالة الإعاقة.

وتشير النتائج إلى أن توليفة التغيرات الجينية ومستوى الدهون في الدم هو ما يحفّز على تدهور بعض حالات الإعاقة. ويعني هذا الاكتشاف المثير للاهتمام احتمال وجود طريقة لتعديل تدهور حالة الإعاقة في التصلب العصبي المتعدد من خلال معالجة مستويات الدهون غير الطبيعية في الدم – وخصوصاً لدى من يحملون مخاطر مرتفعة بسبب جيناتهم. ويشكّل تحديد العوامل البيولوجية التي تستبطن تدهور حالة الإعاقة في حالة التصلّب العصبي المتعدد أهميةً إذ يمكنها أن تبيّن طرقاً جديدة للتعامل مع تدهور حالة الإعاقة وتوقِف، كما يؤمل، التدهور التدريجي للإعاقة لدى الأشخاص المصابين بالتصلب العصبي المتعدد.

*مقياس حالة الإعاقة الممتد

إنّ مقياس حالة الإعاقة الممتد (EDSS) هو نظام لقياس كمية التلف التي يتسبب فيها التصلب العصبي المتعدد. ويشمل قياسات تقيّم ضعف الأطراف والارتعاش وصعوبات النطق والبلع والخدر ووظيفة الأمعاء والمثانة ووظيفة البصر من بين أشياء أخرى. وتتراوح درجات المقياس بين 0 و10، حيث تشير الدرجة 0 إلى عدم التلف و10 إلى التلف الأشد.

With thanks to MS Research Australia – the lead provider of research summaries on our website