اجتمع باحثون وخبراء آخرون، ومنهم الأشخاص المتأثرين بالتصلّب العصبي المُتعدّد، في ورشة عمل افتراضية في عام 2021. وكان الهدف يتمثّل في فهم المرحلة المبكرة لبدء الإصابة بالتصلّب العصبي المُتعدّد (“البوادر”)، وتحديد أولويات البحث الرئيسية التي من شأنها تعزيز الاكتشاف المبكر للتصلّب العصبي المُتعدّد، وكان الهدف في النهاية هو الحيلولة دون ظهور أعراض التصلّب العصبي المُتعدّد.

لقد عقدت الجمعية الكندية للتصلّب العصبي المُتعدّد ورشة العمل الافتراضية بالشراكة مع جمعية التصلّب العصبي المتعدد الوطنية (في الولايات المتحدة الأمريكية). وقد ترأس الاجتماع باحثون كنديون هم: د. هيلين تريمليت ود. روث آن ماري، وحضرتها المؤسسات المعنية بالتصلّب العصبي المُتعدّد، ومنها الاتحاد الدولي للتصلّب العصبي المُتعدّد والبوادر هي مجموعة مبكرة من العلامات أو الأعراض التي تشير إلى بداية الإصابة بالحالة (يمكنك الاطلاع على المزيد من المعلومات هنا والأسئلة المتداولة أدناه). وكان الهدف من ورشة العمل هو تحديد أولويات البحث الرئيسية لتعميق معرفتنا ببوادر التصلّب العصبي المُتعدّد، وتعزيز التعاون العالمي، وتسريع وتيرة التقدّم المُحرَز. وكان من بين المشاركين باحثون وأطباء دوليون من ذوي الخبرة في التصلّب العصبي المُتعدّد، وعلم الأعصاب، ودراسة الانتشار الوبائي، وعلم الوراثة، والتصوير والمناعة، وأشخاص متأثرين بالتصلّب العصبي المُتعدّد. بالإضافة إلى ذلك، فقد حضر باحثون من ذوي الخبرة في داء السكري من النوع الأول ومرض باركنسون لتبادل الدروس المستفادة من الأمراض التي لديها بالفعل بوادر محددة. وقد أُعدت تقارير عن نتائج ورشة العمل هذه في مقال نُشر مؤخرًا في مجلة Nature Reviews Neurology.

لقد حددت ورشة العمل الأولويات البحثية الرئيسية التالية اللازمة لوضع معايير للتعرف على الأشخاص الذين ظهرت عليهم هذه البوادر والمعرّضين لخطر تشخيص حالتهم بالتصلّب العصبي المُتعدّد:

  • الحصول على تقديرات انتشار التصلّب العصبي المُتعدّد عالميًا التي تشمل العمر والجنس البيولوجي. يمكن جمع البيانات العالمية المستندة إلى فئات الأشخاص ذوي التصلّب العصبي المُتعدّد والتي تتضمن معلومات عن أعمارهم وجنسهم البيولوجي. وستستخدم هذه المعلومات، جنبًا إلى جنب مع التدابير الأخرى، لحساب احتمالية إصابة الشخص بالتصلّب العصبي المُتعدّد.
  • تحديد المؤشرات الجديدة لبوادر التصلّب العصبي المُتعدّد. توجد حاجة إلى مؤشرات إضافية لتحديد أولئك الأشخاص الأكثر عرضةً للإصابة بالتصلّب العصبي المُتعدّد بصورة أفضل خلال فترة ظهور البوادر. ويجب أيضًا تحديد المؤشرات والتحقق من صحتها في الفئات ذات الأصول المختلفة. ويمكن أن تكون المؤشرات سريرية أو وراثية أو من خلال التصوير أو تحاليل الدم أو السائل النخاعي.
  • تحديد حجم الارتباط بين مؤشرات البوادر واحتمالية أو مخاطر الإصابة بالتصلّب العصبي المُتعدّد. بمجرد تحديد المؤشرات، يجب تقييمها لتحديد مدى قدرتها على الإشارة لاحتمالية إصابة شخص ما بالتصلّب العصبي المُتعدّد.
  • وضع معايير بوادر التصلّب العصبي المُتعدّد والتحقق من صحتها للأغراض البحثية. استخدم المؤشرات المحددة لوضع معايير البوادر التي يمكن تطبيقها لتقييم مدى احتمالية تعرض الفرد للتصلّب العصبي المُتعدّد خلال فترة محددة. يستطيع الباحثون تطبيق هذه المعايير لتحديد أولئك الأشخاص الأكثر عرضةً للتصلّب العصبي المُتعدّد وضمهم إلى التجارب السريرية التي تختبر التدخلات الرامية للحيلولة دون ظهور أعراض التصلّب العصبي المُتعدّد.

وستساعد هذه المعايير في توجيه عملية تصميم الدراسات البحثية الفعّالة التي تركز على بوادر التصلّب العصبي المُتعدّد. لا يزال هناك المزيد من العمل الذي يتعين أداؤه، ولكننا نحرز تقدمًا بدعم من الأشخاص ذوي التصلّب العصبي المُتعدّد، والمؤسسات المعنية بحقوق المرضى، والمجال، والجهات المنظّمة، والباحثين، وأطباء التصلّب العصبي المُتعدّد. وسيساعدنا وجود معايير متفق عليها عالميًا لدراسة بوادر التصلّب العصبي المُتعدّد في التعرف بصورة أفضل على المراحل الأولى له، وتشخيصه بسرعة، وتطوير علاجات يمكن أن تؤخر ظهور الأعراض.

الأسئلة المتداولة بشأن بوادر التصلّب العصبي المُتعدّد:

ما المقصود بمصطلح “البوادر”؟

البوادر هي مجموعة مبكرة، غالبًا ما تكون غير محددة، من العلامات أو الأعراض التي تشير إلى بداية الإصابة بالحالة، قبل ظهور المزيد من الأعراض أو العلامات المعتادة.

هل تتسم الأمراض الأخرى بظهور بوادر؟

نعم، مبدأ البوادر مُعترف به جيدًا في العديد من الأمراض التنكسية العصبية والمناعية، مثل: مرض باركنسون والفصام وداء السكري من النوع الأول والتهاب المفاصل الروماتويدي.

هل يتسم التصلّب العصبي المُتعدّد بظهور بوادر؟

التصلّب العصبي المُتعدّد هو مرض التهابي تنكسي عصبي تساهم العوامل الوراثية والبيئية في الإصابة به. وهذا دليل ناشئ يؤكد وجود بوادر تسبق التعرض للتصلّب العصبي المُتعدّد.

وقد أشارت الأبحاث إلى زيادة حالات دخول المستشفى وزيارات الأطباء واستخدام الأدوية الموصوفة قبل خمس سنوات على الأقل من بدء ظهور أعراض التصلّب العصبي المُتعدّد أو أول مرة تحدث فيها إزالة الميالين. وقد تم التعرف على الأعراض الشائعة غير المحددة، مثل: الصداع والاضطرابات الأخرى المرتبطة بالألم، والتعب، والأعراض البولية، والأعراض النفسية في هذه الفترة قبل بدء ظهور أعراض التصلّب العصبي المُتعدّد، أو أول مرة تحدث فيها إزالة الميالين، أو تشخيص التصلّب العصبي المُتعدّد. بالإضافة إلى ذلك، تبين الأبحاث أن مستويات الدم للعلامة الحيوية، الخيوط العصبية الخفيفة (NfL) التي تكشف عن التنكس العصبي، قد ارتفعت قبل 6 سنوات من الإبلاغ عن علامات التصلّب العصبي المُتعدّد أو أعراضه.

كيف يفيد الفهم الأفضل لبوادر التصلّب العصبي المُتعدّد الأشخاص المتعايشين معه؟

إذا تمكّنا من التعرف بدرجة أفضل على الأشخاص الذين تظهر بوادر التصلّب العصبي المُتعدّد عليهم، فقد يوفر ذلك فرصة لمنع الإصابة بالأعراض التقليدية للتصلّب العصبي المُتعدّد أو تأخيرها. وللوصول إلى هذه المرحلة، علينا توصيف بوادر التصلّب العصبي المُتعدّد وفهمها بصورة كاملة واتباع مجموعة من المعايير المتفق عليها للتأكد من المخاطر التي يتعرض لها الفرد، بالإضافة إلى الأوقات المناسبة التي تشكل فرصًا التدخل ومنع ظهور التصلّب العصبي المُتعدّد وتأخيره.

نتوجه بالشكر إلى الجمعية الكندية للتصلّب العصبي المُتعدّد على إعداد النسخة الأصلية من هذا المقال الموجود هنا. 

Page Tags: