ويعتبر التصلب المتعدد مرضًا يتسم بعمليّتين مختلفتين: الالتهاب والتنكس العصبي (فقدان الخلايا العصبية) وينتج عن ذلك ضمور الدماغ أو النخاع الشوكي (التقلُّص).

وعلى الرغم من أن التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) يُعتبر أفضل طريقة تصوير لمراقبة التصلب المتعدد، فإن العلاقة بين مقاييس التصوير بالرنين المغناطيسي للالتهاب وتصاعد مستويات العجز لدى المصابين بالتصلب المتعدد تعتبر بسيطة.

وبينما ترتبط مقاييس التصوير بالرنين المغناطيسي للتنكس العصبي بشكل أفضل بتصاعد مستويات العجز، فإن تقنيات التصوير بالرنين المغناطيسي المستخدمة لقياس التنكس العصبي لا تعد دقيقة للغاية. لذلك فإن اكتشاف تقنيات جديدة يعتبر أمرًا بالغ الأهمية.

تصوير التماسك البصري المقطعي (OCT) هو فحص يقيس سمك الألياف العصبية في الشبكية في الجزء الخلفي من العين. وعلى خلاف الخلايا العصبية الموجودة في باقي الدماغ، والتي تكون مغطاه بغشاء من المايلين الواقي، نجد أن الخلايا العصبية الموجودة في الشبكية غير محاطة بغشاء من مادة المايلين. ويعتبر تصوير التماسك البصري المقطعي قادرًا على السيطرة على (تخفيف) ضمور العصب البصري وقياسه، وهذا الضمور شائع لدى مرضى التصلب المتعدد.

تابع الباحثون من جامعة جونز هوبكينز بالولايات المتحدة الأمريكية حالة 107 من الأشخاص المصابين بالتصلب المتعدد لمدة أربع سنوات باستخدام تصوير التماسك البصري المقطعي والتصوير بالرنين المغناطيسي لتحديد ما إذا كان ضمور طبقات محددة في الشبكيّة والهياكل الفرعية للدماغ مترابطين بمرور الوقت بغية إثبات صحة استخدام تصوير التماسك البصري المقطعي كمؤشر للأضرار العصبيّة.

وتشير نتائج هذه الدراسة إلى أن الضمور في طبقات محددة في الشبكية والهياكل الفرعية للدماغ لدى مرضى التصلب العصبي مترابطان ارتباطًا وثيقًا بمرور الوقت، وبشكل خاص في أعراض التصلب المتعدد التصاعدية، وبالتالي تعكس تفاقم المرض الأساسي.

يشير هذا إلى دور تصوير التماسك البصري المقطعي كعلامة بيولوجية قيّمة (مؤشر) للمراقبة السريريَّة للأشخاص المصابين بالتصلب المتعدد بالإضافة إلى التجارب السريرية للعلاجات المخصصة لحماية الجهاز العصبي أو إصلاح الخلل الذي قد يصيبه.

اقرأ المقال الكامل (موقع ويب خارجي – يفتح في نافذة جديدة)

Page Tags: