أظهر بحثٌ جديد أنّ تناول الأسماك مرّة في الأسبوع على الأقل أو من مرّة واحدة إلى ثلاث مرّات في الشهر، بالإضافة إلى تناول المكمّلات الغذائية من زيوت الأسماك يومياً، قد يُقلّل خطر الإصابة بالتصلّب المتعدد.

ترى النتائج أن الأحماض الدهنية أوميغا-3 الموجودة في الأسماك قد ترتبط بالحدّ من خطر الإصابة بالتصلّب المتعدد.

وقد قُدّم البحث في الاجتماع السنوي الدولي للأكاديمية الأمريكية لعلم الأعصاب.
أظهرت دراسةٌ في الولايات المتحدة، وقُدّمت في المؤتمر السنوي للأكاديمية الأمريكية لعلم الأعصاب لهذا العام، أنّ تناول الأسماك بمقدار أكبر قد يحدّ من خطر الإصابة بالتصلّب المتعدد.

ويشكّل دور النظام الغذائي والنمط المعيشي في التصلّب المتعدد موضوعاً يحظى باهتمام بالغ لدى الأشخاص ذوي التصلّب المتعدد إلى جانب مجتمع الأبحاث في التصلّب المتعدد، بما أنّ التغييرات في الأنماط المعيشية يسهل اتخاذها نسبياً وقد وُجد أنها مفيدة. وقد أظهر بحث سابق أن الأحماض الدهنية غير المشبّعة المتعددة، ولا سيّما أوميغا 3 الموجود في الأسماك والأطعمة البحرية، قد تكون مفيدة في حالة التصلّب المتعدد، مع أن الأمر يتطلّب مزيداً من الأبحاث.

دراسةٌ جديدة، أجرتها دكتور آنيت لانجر-غولد من كايزر بيرمانينته في جنوب كاليفورنيا، تُضيف إلى هذا الحقل البحثي بالتركيز على استهلاك الأسماك واستعمال المكملات الغذائية من زيت الأسماك. وقد استطلعت الدراسة مقدار الأسماك الذي يتناوله 1153 شخصاً بانتظام وما إذا كانوا يتناولون المكملات الغذائية من زيت الأسماك. وقد صُنّف المُشاركون إلى “تناول مرتفع” أو “تناول منخفض”، وفقاً لمقدار استهلاكهم للأسماك. استهلكت فئة التناول المرتفع طبقاً واحداً من الأسماك في الأسبوع أو طبقاً واحدًا إلى ثلاثة أطباق في الشهر، بالإضافة إلى تناول المكملات الغذائية من زيت الأسماك يومياً. أما الأشخاص في فئة التناول المنخفض فقد استهلكوا أقل من طبق واحد من الأسماك في الشهر ولم يتناولوا المكملات الغذائية من زيت الأسماك.

ثم قورنت الإجابات الواردة من الأشخاص ذوي التصلّب المتعدد أو بمتلازمة معزولة سريرياً وهي مؤشر مسبق على وجود التصلّب المتعدد بإجابات واردة من أشخاص غير متأثرين بالتصلّب المتعدد. وقد بلغ عدد الأشخاص ذوي التصلّب المتعدد ضمن فئة التناول المرتفع 180 شخصاً، بالمقارنة بـ 251 شخصاً غير متأثرين بالتصلّب المتعدد. ويعادل ذلك 45% انخفاضاً في خطر الإصابة بالتصلّب المتعدد بالنسبة إلى الأشخاص الذين يتناولون مقداراً أكبر من الأسماك ومكملات زيت الأسماك الغذائية.
ولئِن كانت هذه النتيجة ممتازة فقد شدّد العلماء على أن هذه دراسة للرابط: أي أنها بحثٌ يُظهر ارتباط عاملَين، ولكنها لا يمكن أن تُظهر العلّة ومفعولها.

وقد ركّز الجزء الثاني من الدراسة على العوامل الوراثية للمُشاركين. فقد فحص الباحثون 13 اختلافاً في الجينات التي تنظّم طريقة تعامُل الجسم مع الأحماض الدهنية. وقد وجدوا أنّ اثنين من هذه التغيّرات الجينية يرتبطان بخطر منخفض من التعرض للتصلّب المتعدد – بمعزلٍ عن مقدار الأسماك في النظام الغذائي للشخص. ويقترح ذلك أنّ نظامنا الغذائي وتركيبتنا الوراثية لهما على حد سواء تأثير على خطر إصابتنا بالتصلّب المتعدد.

غير أنّ إجراء الأبحاث في النظام الغذائي والنمط المعيشي قد يكون صعباً، بما أنه يصعب فصل المكوّنات المختلفة الكثيرة في النظام الغذائي والآثار التي تتسبب بها عوامل النمط المعيشي الأخرى في أي مرحلةٍ معيّنة من حياة الإنسان. ومع ذلك فإنّ النظام الغذائي الصحي الذي يحتوي على مستويات مرتفعة من الأطعمة الطازجة، ومجموعة واسعة من المكملات الغذائية، والذي يتفادى تناول مقدار كبير من الأطعمة المجهّزة، هو نظامٌ يشكّل أهمية في عافية الأشخاص ذوي التصلّب المتعدد وغير المصابين به. وتُضفي هذه الدراسة اعتباراً آخر على احتمال فائدة الأحماض الدهنية غير المشبعة المتعددة من نوع أوميغا 3 على وجه الخصوص للأشخاص المعرّضين لخطر الإصابة بالتصلّب المتعدد.

وقد أشارت دكتور لانجر-غولد إلى أنّ ’هذه الدراسة توفّر دليلاً آخر على أنّ النظام الغذائي الغني بالأسماك وبالأحماض الدهنية غير المشبعة المتعددة من نوع أوميغا 3 له فوائد صحية‘. ’فبالإضافة إلى تعزيزه لتحسين صحة القلب والأوعية، قد يخفف النظام الغذائي الغني بالأسماك أو بالأطعمة البحرية خطر الإصابة أيضاً بالتصلّب المتعدد‘.

شكر خاص لجمعية أبحاث التصلب المتعدد في أستراليا – المصدر الرئيسي لملخصات الأبحاث على موقعنا الإلكتروني.

Page Tags: