في شهر مايو، اجتمع أعضاء التحالف الدولي للتصلّب المتعدّد المترقي والمساندون له في مدينة تورونتو لحضور المؤتمر السنوي الثالث للمؤسسة، والذي غطى هذا العام موضوع إعادة التأهيل والتحكم في أعراض التصلب المتعدد المترقي.

يهدف التحالف، الذي تدعمه جهود تعاونية من الاتحاد الدولي للتصلّب المتعدد والمؤسسات الأعضاء الأخرى، إلى الإسراع بالوصول إلى حلول للأشخاص المتعايشين مع الأنواع المترقية من التصلب المتعدد. يعمل الاتحاد الدولي للتصلّب المتعدد والمؤسسات المعنية بالتصلب المتعدد والباحثون وأطباء العيادات وشركات تصنيع الأدوية واتحادات الشركات والمنشآت والأشخاص المتأثرون بالتصلب المتعدد المترقي على حشد المجتمع الدولي من أجل زيادة الوعي والتعريف بالتصلب المتعدد المترقي، مع إبراز الاحتياجات غير المستوفاة للأشخاص المتعايشين مع التصلب المتعدد المترقي وإيجاد الحلول – على سبيل المثال، الوصول لطرق تقديم علاجات جديدة وتحسين العافية والسلامة.

جمع مؤتمر هذا العام بين مجموعة ملهمة من المتحدثين والموفدين مما خلق جوًا حماسيًا مفعمًا بالمناقشات الحية عن الاستراتيجيات التي يجب اتباعها بشكل جماعي لتحسين الأبحاث المتخصصة في مجال إعادة التأهيل والتحكم في الأعراض.

ويهدف المؤتمر إلى فهم الجوانب المتعلقة بالأشخاص المتعايشين مع التصلب المتعدد المترقي وما هي الاحتياجات اللازمة لتحسين سلامتهم وعافيتهم وجودة حياتهم. وكان الغرض من الاجتماع هو استكشاف الوضع الحالي للأبحاث والأدلة في هذا المجال وإدراج نقاط التعلم المكتسبة من المجالات الأخرى المتعلقة بأبحاث إعادة التأهيل.

موضوعات متنوعة

تشمل الموضوعات التي تخضع للمناقشة التحكم في الإجهاد، وإعادة التأهيل المعرفية وإعادة التأهيل البدنية وممارسة التمارين الرياضية والتحكم في الحالات الصحية المزمنة الأخرى، والصحة العقلية والآليات الحيوية لإعادة التأهيل والحاجة إلى منهج معين لإعادة التأهيل مصمم ليناسب احتياجات كل شخص على حدة.

قدم الباحثون المشاركون في المؤتمر رؤيتهم فيما يتعلق بالسكتة الدماغية وإصابة الحبل الشوكي، وشمل ذلك حالات النجاح والتحديات التي تظهر في أثناء السعي لتوحيد جهود البحث من أجل زيادة فرص النجاح. وقد سُلّط الضوء على جرعة وكثافة التدخل كأحد الاعتبارات الأشد أهمية التي تؤدي إلى تحقيق مثل هذا النجاح، علاوة على التعرف على الفترات المثلى لإعادة التأهيل. وقد نوقشت أيضًا فكرة ‘التأهيل المسبق’ وذلك بهدف الحفاظ على وظائف أعضاء الجسم قبل فقدها.

وشملت المجالات الأخرى التي تم استكشافها، كيفية تسخير خاصية المرونة العصبية بأفضل طريقة، وقدرة الدماغ على ‘إعادة توصيل’ المناطق المتضررة، وكيف يمكن أن تعمل العلاجات المحتملة بالأدوية التي تستهدف الخصائص الحيوية للمرونة والتكيف بالتوافق مع إعادة التأهيل البدنية من أجل استعادة وظائف الأعضاء.

وكانت من بين أبرز الرسائل التي تبلورت عن الاجتماع أهمية التصميم المشترك للدراسات البحثية بالتعاون مع الأشخاص المتأثرين بحالة صحية مزمنة من أجل تعظيم فرص النجاح، مع التأكيد على الحاجة للعمل معًا من أجل تحديد مقاييس النتائج، ووظائف وسمات الحياة التي تشكل فارقًا حقيقيًا في الحياة اليومية للأشخاص ذوي التصلب المتعدد المترقي.

وقد تجسدت هذه الرسالة في كلمات رئيس اللجنة التنفيذية العلمية للتحالف، بروفيسور آلان تومسون، إذ قال ‘لقد حققنا الهدف الذي وضعناه في هذا الاجتماع الفريد وهو أننا أظهرنا التميز في هذا المجال والانخراط بنجاح في جميع جوانب المرض مع التعرف على الفرص المتوفرة للتحالف من أجل صنع الفارق’.

وقد ألهم العضو غير المتخصص في اللجنة التنفيذية العلمية، أليكسيس دونلي الحضور بذكره مقولة الأديب جورج برنارد شو: ‘يكيّف الإنسان العقلاني نفسه مع العالم؛ بينما يصر الإنسان غير العقلاني على تكييف العالم وفقاً لذاته. ولهذا، يعتمد كل تقدم على الإنسان غير العقلاني’.

وقد ساد اتفاق على حاجتنا للاستمرار في كوننا ‘غير عقلانيين’ معًا من أجل التغلب على الفكرة السائدة أن فقدان الوظائف حتمي، وتحقيق أفضل نتائج ممكنة في النهاية للأشخاص ذوي التصلب المتعدد المترقي.