• يؤثر التصلّب العصبي المتعدد على نحو سائد على الشابات وغالبًا ما يتم تشخيص الإصابة به في سن يفكر فيه عدد كبير من النساء في الحمل وإنجاب الأطفال.
  • لا تتناول النساء على نحو تقليدي أي علاجات أثناء الحمل وهو ما قد يؤدي لتزايد احتمالات تعرضهن لتراكم العجز بسبب ابتعادهن عن الاستعانة بالعلاج، ويوجد اهتمام كبير لمعرفة ما إذا كان يمكن استخدام العلاجات في فترة الحمل أم لا.
  • بحثت دراسة دولية موسعة أكثر من 1500 حالة حمل شهدت تناول النساء لعلاجات التصلّب العصبي المتعدد في فترات زمنية قصيرة. وتوصلت الدراسة إلى أنه لا يوجد اختلاف في معدلات حالات الحمل المكتملة بشكل طبيعي أو حالات الولادة قبل تمام مدة الحمل أو قبل الأوان أو حالات الإجهاض.
  • أصدرت جمعية أطباء الأعصاب البريطانية إرشادات تم الإجماع عليها لعلاج التصلّب العصبي المتعدد أثناء الحمل، بناء على البيانات المأخوذة من سجلات الحمل المتعلقة بعلاجات التصلّب العصبي المتعدد بالإضافة إلى مصادر أخرى.

يؤثر التصلّب العصبي المتعدد على النساء بمقدار مرتين على الأقل مقارنة بالرجال، وغالبًا ما يصيب الأشخاص في المرحلة العمرية التي يقوم فيها عدد كبير منهم بالتفكير في تكوين أسرة أو إنجاب أطفال.

يتمتع الأشخاص المصابين بالتصلّب العصبي المتعدد بفرص إنجاب أطفال مثل تلك الفرص التي يتمتع بها الأشخاص غير المصابين بالتصلّب العصبي المتعدد. ومع ذلك، يعني هذا الأمر أن خيارات العلاج المتاحة للنساء المصابة بالتصلّب العصبي المتعدد أثناء الحمل يمكن أن تنطوي على حدوث مشاكل.

مدى سلامة علاج التصلّب العصبي المتعدد أثناء الحمل

على الرغم من وجود ضغط في الفترة الأخيرة لبدء علاج الأشخاص المتأثرين بالتصلّب العصبي المتعدد في وقت مبكر وذلك بهدف منع تراكم العجز على المدى الطويل، كان يتم تقديم المشورة إلى النساء على نحو تقليدي لإيقاف تناول العلاج في الفترة التي تسبق الحمل أو خلاله، وهو الأمر الذي يحتمل أن يؤدي إلى خطر التعرض لانتكاسات ضارة. لم تكن هناك أيضًا أبحاث كثيرة بشأن مدى سلامة استخدام العلاجات المعدّلة للمرض أثناء فترة الحمل في حالات التصلّب العصبي المتعدد، وهو ما يعني أن الأشخاص المصابون بالتصلّب العصبي المتعدد وفرقهم الطبية يتخذون قرارات دون توفر معلومات كافية.

يهدف منشوران حديثان إلى تصحيح هذا التوازن عن طريق تقديم الدليل والإرشادات الخاصة بالعلاجات المعدّلة للمرض أثناء الحمل.

المنشور الأول عبارة عن دراسة دولية موسعة تتولاها باحثة أسترالية اسمها د. فيليجا جوكوبايتيس من جامعة موناش. وهي تستخدم البيانات المتوفرة من قاعدة بيانات سريرية ضخمة (MSBase) والتي تشمل معلومات عن العلاجات والنتائج الخاصة بآلاف من الأشخاص المصابين بالتصلّب العصبي المتعدد في جميع أنحاء العالم.

تم نشر التحليل في “التصلّب العصبي المتعدد والاضطرابات ذات الصلة به” والذي يتضمن بيانات مأخوذة من أكثر من 9,000 امرأة مصابة بالتصلّب العصبي المتعدد تتراوح أعمارهن بين 15 و 45. في هذه المجموعة، سجلت 1,178 امرأة 1,521 حالة حمل. حدثت 42% من حالات الحمل المذكورة أثناء تناول النساء لعلاجات معدلة لمرض التصلّب العصبي المتعدد. تم مقارنة حالات الحمل هذه مع 20% من الحالات التي حدثت بها حمل خلال سنة واحدة من إيقاف العلاج، و39% التي تلقت النساء خلالها العلاج لمدة تزيد عن سنة. في المتوسط، استمرت النساء في تناول العلاج لمدة 30 يومًا من حملهن بغض النظر عن نوع العلاج المستخدم.

عندما قارنوا نتائج حالات الحمل في الأشخاص المستمرة على العلاج مع هؤلاء الذين توقفوا عن تناول العلاج، لم يجدوا فارق بين معدلات حالات الحمل المكتملة بشكل طبيعي أو حالات الولادة قبل تمام مدة الحمل أو قبل الأوان أو حالات الإجهاض. كان الاحتمال الأكبر هو قيام النساء بإجهاض متعمد عند تناولهم لعلاجات التصلّب العصبي المتعدد المرتبطة بأعلى تصنيفات خاصة بفئات السلامة أثناء الحمل (سواء في حالة وجود دليل على الإضرار بالجنين في النساء الحوامل أو دليل على حدوث ضرر من الدراسات التي أُجريت على الحيوانات).

إرشادات خاصة بعلاجات التصلّب العصبي المتعدد أثناء الحمل

علاوة على ذلك، أصدرت جمعية أطباء الأعصاب البريطانية إرشادات تم الإجماع عليها لعلاج التصلّب العصبي المتعدد أثناء الحمل. تستند هذه الإرشادات على البيانات المأخوذة من سجلات الحمل التي يتم الاحتفاظ بها والخاصة بعلاجات التصلّب العصبي المتعدد المتوفرة في الوقت الحالي بالإضافة إلى المعلومات المنشورة الأخرى.

توفر الإرشادات توصيات مفصلة بدرجة كبيرة للأطباء بشأن كيفية استخدام كل علاج من العلاجات المتوفرة حاليًا أثناء فترة الحمل، وكذلك تحديد هذه النقاط الرئيسية للنساء المصابة بالتصلّب العصبي المتعدد الذين يرغبون في إنجاب أطفال:

  • لا يجب تأخير علاج التصلّب العصبي المتعدد حتى تنجب النساء العدد المرغوب فيه من الأطفال وتكتمل أسرتها، كما يجب أن يضع الأطباء في اعتبارهم احتمالية حدوث الحمل عند وصف العلاج لجميع النساء المصابة بالتصلّب العصبي المتعدد في عمر إنجاب الأطفال.
  • عادةً ما تنخفض معدلات الانتكاس بصورة طبيعية أثناء الحمل، وبالتالي يختار عدد كبير من النساء المصابين بالتصلّب العصبي المتعدد إيقاف تناول العلاجات بمجرد علمهن بالحمل، ومع ذلك، يمكن الاستمرار في علاجات الخط الأول عن طريق الحقن (أدوية بيتا إنترفيرون وأسيتات الجلاتيرامر) طوال فترة الحمل. ويوصي بإيقاف العلاجات من أنواع أخرى كلما أمكن ذلك.
  • بالنسبة للنساء اللاتي يعانين من نوع نشط للغاية من التصلّب العصبي المتعدد، يجب دراسة إمكانية استخدام العلاج طوال فترة الحمل.
  • يمكن إعطاء أدوية الكورتيكوستيرويد، وهي علاج معتاد للانتكاس، أثناء فترة الحمل وأثناء الرضاعة الطبيعية إلى النساء اللاتي يعانين من انتكاسات.
  • لم تعد النساء المصابة بالتصلّب العصبي المتعدد معرضين على الأرجح لحالات حمل تنطوي على خطورة كبيرة من النساء العادية، وما لم توجد أسباب أخرى، يجب ألا تحد الإصابة بالتصلّب العصبي المتعدد من خيارات إنجاب الأطفال أو طريقة التعامل مع عملية الولادة.

أشارت كلتا الدراستين إلى الحاجة لمزيد من التتبع المستمر للعلاجات وحالات الحمل في النساء المصابة بالتصلّب العصبي المتعدد والحاجة لجمع بيانات أكبر لإثراء المعلومات المتوفرة عن هذا الموضوع المهم.

على ضوء تنوع التصلّب العصبي المتعدد والحاجة لوضع ظروف الحياة الشخصية والعوامل الصحية الأخرى في الاعتبار عند اتخاذ قرارات تتعلق باختيار علاجات التصلّب العصبي المتعدد، من المهم بالنسبة للنساء المصابة بالمرض اللاتي يفكرن أو يخططن للحمل أن يناقشن خيارات العلاج المتاحة لهن مع الفريق الطبي المتابع لحالاتهن.

شكر خاص لجمعية أبحاث التصلب المتعدد في أستراليا – المصدر الرئيسي لملخصات الأبحاث على موقعنا الإلكتروني.

Page Tags: