تلعب الأنشطة الجسمانية والتمارين الرياضية دورًا هامًا في مساعدة الأشخاص على التحكم في أعراض التصلب المتعدد لديهم وتحسين جودة حياتهم في أثناء تعايشهم مع المرض.

اختبَرت تجربة سريرية عشوائية إذا ما كانت تمارين بيلاتس، والتي تركز على حركات محددة يتم التحكم فيها وتستهدف العضلات الأساسية، مفيدة للأشخاص ذوي التصلب المتعدد.

توصلت التجارب إلى أن تمارين بيلاتس تزيد من مسافة المشي وتحسن وظائف القدرة على الحركة عند الأشخاص ذوي التصلب المتعدد، مما يشير إلى أن تمارين بيلاتس هي تدريبات آمنة وفعالة.

من المتعارف عليه على نطاق واسع أن الأنشطة الجسمانية والتمارين الرياضية تلعب دورًا هامًا في مساعدة الأشخاص على التحكم في أعراض التصلب المتعدد لديهم وتحسين جودة حياتهم في أثناء تعايشهم مع المرض. ومع ذلك، لا يوجد دليل واضح حتى الآن يشير إلى أن شكلاً معيّنًا من التمارين هو أفضل من الآخر، أو إلى مقدار التمارين الذي يُعدّ كافيًا على وجه التحديد.

اخترع جوزيف بيلاتس نظام التمارين المسمى بيلاتس في عشرينيات القرن العشرين، وهي تمارين يُعرف بأنها تقوي العضلات وتعمل على ضبطها، مع تحسين القوة الأساسية وزيادة المرونة والمساعدة على التوازن وتحسين نطاق الحركة لدى الأشخاص. تستخدم تمارين بيلاتس حركات للجسم بأكمله بمقدار معين، وتشمل في بعض الأحيان استخدام المعدات المتخصصة لتدريب مجموعات العضلات الرئيسية الموجودة بالجسم. والآن، تحرّت تجربة سريرية ما إذا كانت تمارين بيلاتس تمثل شكلاً مفيدًا من التمارين للأشخاص ذوي التصلب المتعدد.

اختبرت التجربة السريرية إذا ما كان الأشخاص ذوو التصلب المتعدد الذين حضروا جلسات لتمارين بيلاتس مرتين أسبوعيًا على مدار ثلاثة أشهر قد طرأ تحسن على حالاتهم فيما يتعلق بالمشي والقدرة على الحركة. شارك 30 شخصًا من ذوي التصلب المتعدد في الدراسة وحضروا جلسات تمارين بيلاتس وتلقوا تدليكًا علاجيًا، أو خضعوا لجلسات تدليك علاجي فقط.

ثم اختبر الباحثون بعد ذلك ما إذا كانت تمارين بيلاتس قد أحدثت فارقًا في مجموعة متنوعة من النتائج تشمل معدل المشي والقدرة الوظيفية والتوازن والمرونة وتكوين الجسم والتحمل الجوهري وقوة العضلة رباعية الرؤوس (الفخذ).

تحسّن القدرة على الحركة

أظهرت النتائج التي نُشرت في المجلة الدولية لرعاية التصلب المتعدد أن الأشخاص ذوي التصلب المتعدد الذين حضروا جلسات تمارين بيلاتس قد شهدوا تحسنًا بنسبة 15% في المسافة التي قطعوها مشيًا كما زادت قدراتهم الحركية. وقد قيسَ هذا التحسن من خلال اختبار “تسجيل الوقت والانطلاق”، والذي يُطلب فيه من المشاركين الوقوف من وضع الجلوس والمشي لمسافة ثلاثة أمتار والعودة مرة أخرى والجلوس في الموضع الأول.

ويرى الباحثون أن هذه التحسينات البدنية قد تعود على الأرجح إلى تمارين بيلاتس التي يخضع لها المشاركون في الدراسة، وهي التمارين التي تركز على تحسين معدل سرعة المشي والحفاظ على تناسق الحركة. ومع ذلك، لم تتحسن نتائج أخرى مثل التوازن والمرونة وقوة العضلات وتكوين الجسم.

وفي الغالب، لا يكون لدى الأشخاص ذوي التصلب المتعدد الثقة فيما إذا كانت أنواع معينة من التمارين آمنة لحالاتهم. شملت هذه التجربة السريرية أشخاصًا لديهم جميع أنواع التصلب المتعدد، بدرجات مختلفة من الشدة والأشخاص الذين حدثت انتكاسات لهم خلال الثلاثين يومًا الأخيرة، بالإضافة إلى الأشخاص الذين كانت حالتهم أكثر استقرارًا. وبينما كانت التغييرات الوظيفية قليلة، فقد تُحدث هذه التغييرات فارقًا هامًا في جودة الحياة اليومية عند الأشخاص ذوي التصلب المتعدد.

ولهذا النوع من الأبحاث أهمية في توضيح أن تمارين بيلاتس هي تدريبات آمنة وفعالة للأشخاص ذوي التصلب المتعدد. وقد أثبتت الأنواع الأخرى للتمارين أيضًا أنها مفيدة وتساعد الأشخاص ذوي التصلب المتعدد. يضيف هذا البحث تمارين بيلاتس إلى قائمة العناصر المحتملة لمساعدة الأشخاص ذوي التصلب المتعدد في الحفاظ على الصحة العامة والتحكم في أعراض التصلب المتعدد.

شكر خاص لجمعية أبحاث التصلب المتعدد في أستراليا – المصدر الرئيسي لملخصات الأبحاث على موقعنا الإلكتروني.