كان الهدف من المرحلة الثالثة من التجارب وفترة المتابعة التي امتدت لثلاث سنوات هو فحص أثر natalizumab على التصلب المتعدد المترقي الثانوي.

لم توضح المرحلة المبدئية للتجارب أن الدواء فعال في إبطاء المقاييس الرئيسية لحدوث الترقي، والذي يتحدد بصفة أساسية بناءً على قدرة الأطراف السفلية على الحركة، ولكن الدواء أظهر فعاليته في إبطاء ترقي العجز في وظائف اليد والذراع.

تبين دراسة المتابعة أيضًا وجود أثر متأخر يعمل على إبطاء ترقي العجز بشكل عام.
تشير الدراسة إلى أن التجارب المستقبلية لعلاجات التصلب المتعدد المترقي يجب أن تتضمن متابعة على مدى أطول وقياسات لوظائف الأطراف العلوية.

لقد كان التصلب المتعدد يُصنّف تقليديًا تحت أنواع مختلفة على أساس المسار الذي يسلكه المرض، وكان النوع الأكثر شيوعًا للتصلب المتعدد هو النوع الانتكاسي الترددي. ويمكن أن يظهر التصلب المتعدد المترقي الثانوي من بعد هذه المرحلة، والذي يشمل حدوث تراكم تدريجي للعجز بمرور الوقت.

وقد شُخّصت حالة 10 في المائة تقريبًا من الأشخاص ذوي التصلب المتعدد على أنها من النوع المترقي مباشرةً من البداية، وهي الحالة المعروفة باسم التصلب المتعدد المترقي الأساسي. ومع ذلك، لا يمكن في أغلب الأحيان وضع حدود فاصلة للمراحل المختلفة للمرض.

يُعتقد أن الالتهاب هو الذي يؤدي إلى المرحلة الانتكاسية للمرض، بينما تؤدي العمليات التنكسية العصبية إلى الأشكال المترقية للمرض. يدعم هذا الأمر تفسير الاستنتاج الذي تم التوصل إليه ومفاده أن علاجات التحوير المناعي التي طُوّرت من أجل علاج التصلب المتعدد الانتكاسي الترددي يكون لها تأثيرات محدودة على التصلب المتعدد المترقي.

ومع ذلك، توضح نتائج تجارب natalizumab (تيسابري) على حالات التصلب المتعدد المترقي الثانوي، التي نُشرت في مجلة Lancet Neurology، إلى أن تثبيط الالتهاب الحادث في الجهاز العصبي المركزي يظل بإمكانه المساعدة في إبطاء تراكم العجز حتى بعد فقدان إحدى الوظائف المهمة.
ضمت المرحلة الثالثة من التجارب السريرية مع فترة المتابعة الممتدة 889 شخصًا من ذوي التصلب المتعدد المترقي الثانوي (SPMS)، وتم تقسيمهم بطريقة عشوائية إلى مجموعتين. تلقت المجموعة الأولى علاج natalizumab لمدة سنتين، بينما كانت المجموعة الثانية تتناول “علاجًا وهميًا”. وكان التواصل مع المشاركين يتم كل 12 أسبوعًا لاستخدام مقياس حالة العجز الممتد EDSS (وهو نظام لتسجيل النتائج يُستخدم لتحديد مقدار العجز في حالة التصلب المتعدد)، وتدوين الوقت الذي يستغرقونه للمشي مسافة 25 مترًا، و”اختبار وضع المشابك في التسع فتحات”، والذي يختبر وظائف الأطراف العلوية (وظائف الذراع واليد) عن طريق تحديد مدّة وضع مشابك منفردة في فتحات موجودة في لوحة.
مرحلة الدراسات المُلحقة

بعد انتهاء الفترة المبدئية للتجارب، أُتيحت الفرصة أمام المشاركين للمواصلة في مرحلة الدراسات المُلحقة، والتي يتناول خلالها جميع المشاركين في الدراسة دواء natalizumab. استمر 556 شخصًا في الدراسة وجرت متابعة حالتهم لمدة ثلاث سنوات إضافية.

وفي نهاية الجزء الأول من التجارب، لم يكن هناك فارق كبير في عدد الأشخاص الذين تعرضوا لترقي الحالة، وذلك وفقًا لنتائج مقياس حالة العجز الممتد (EDSS) وتجربة المشي لمسافة 25 مترًا المحددة بزمن معين. ومع ذلك، قدم العلماء تقريرًا بوجود فارق إحصائي واضح في اختبار وضع المشابك في الفتحات التسع (لقياس مدى براعة الأصابع)، حيث حقق المشاركون الذين تناولوا natalizumab أداء أفضل، مما يشير إلى أن هذا الدواء يؤخر ظهور حالات العجز في الذراعين واليدين.

وبعد المتابعة التي جرتت في الدراسة المُلحقة، كان عدد الأشخاص الذين تعرضوا لترقي العجز من بين أعضاء المجموعة التي تلقوا natalizumab من بداية التجارب أقل بكثير (بنسبة 52 في المئة) مقارنةً بالأشخاص الذين تلقوا العلاج الوهمي من البداية (بنسبة 61 في المئة). تشير هذه النتائج إلى أن الدواء قد يكون له تأثير يؤخر ترقي العجز الذي لم يُكتشف في المرحلة الأولى من التجارب. حافظ أيضًا الأشخاص الذين تلقوا natalizumab من بداية التجارب على وظائف أذرعهم وأيديهم بدرجة أكبر، وهو الأمر الذي توضحه نتائج اختبار وضع المشابك في الفتحات التسع مقارنةً بالأشخاص الذين تناولوا العلاج الوهمي من البداية.

وتُعد هذه النتائج مشجعة، وتوضح الفوائد الكبيرة التي يمكن الحصول عليها من الأدوية المضادة للالتهاب في الحالات الأكثر تقدمًا من التصلب المتعدد. تُبرز النتائج أيضًا الاحتياج الكبير لإدراج مزيد من قياسات العجز وأداء الوظائف في تجارب التصلب المتعدد المترقي والتي تبحث فيما هو أبعد من وظيفة الأطراف السفلى والقدرة على الحركة، وكذلك المتابعة طويلة المدى من أجل التعرف على الاستجابات المتأخرة للعلاج.

شكر خاص لجمعية أبحاث التصلب المتعدد في أستراليا – المصدر الرئيسي لملخصات الأبحاث على موقعنا الإلكتروني.