Man and woman in lab with test tubes
  • تم استخدام علاج كيميائي للسرطان، وهو استزراع خلايا جذعية ذاتية المنشأ مكوّنة للدم (AHSCT)، لعلاج التصلّب العصبي المتعدد لسنوات عديدة، ولكن لا تتوفر معلومات كافية عن تجارب المعيار الذهبي التي تقارن بين استزراع خلايا جذعية ذاتية المنشأ مكوّنة للدم مع العلاجات الأخرى للتصلّب العصبي المتعدد.
  • تم إجراء تجربة “MIST” الخاصة باستزراع خلايا جذعية ذاتية المنشأ مكوّنة للدم في الفترة من 2005 إلى 2016 في الولايات المتحدة والدول الأخرى والتي تم خلالها عقد مقارنة بين استزراع خلايا جذعية ذاتية المنشأ مكوّنة للدم والعلاجات القياسية للتصلّب العصبي المتعدد المتاحة في ذلك الوقت.
  • كان المشاركون في التجربة يعانون من تصلّب عصبي متعدد نشط جدًا فشل في الاستجابة لعلاجات التصلّب العصبي المتعدد القياسية. وتم اختيارهم بطريقة عشوائية ليتلقوا علاج استزراع خلايا جذعية ذاتية المنشأ مكوّنة للدم أو علاج آخر للتصلّب العصبي المتعدد.
  • تظهر النتائج أن المرضى الذين يتلقون العلاج القائم على استزراع خلايا جذعية ذاتية المنشأ مكوّنة للدم شهدوا تحسنًا وفقًا لمقاييس العجز وتعرضوا لانتكاسات أقل بدرجة كبيرة عن هؤلاء الأشخاص الذين استمروا في تناول علاجات التصلّب العصبي المتعدد القياسية، ومع ذلك ما زال هناك الكثير من الأبحاث التي يجب إجرائها لاستكمال هذه المقارنة.

في شهر مارس من العام الماضي، تم عرض النتائج الأولية المشجعة لتجربة “MIST” في مؤتمر الجمعية الأوروبية لزراعة النخاع العظمي. والآن، تم نشر النتائج الكاملة للتجربة، والتي تقارن بين العلاج القائم على استزراع خلايا جذعية ذاتية المنشأ مكوّنة للدم والعلاجات الأخرى المتاحة للتصلّب العصبي المتعدد، في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية (JAMA).

تتضمن عملية استزراع خلايا جذعية ذاتية المنشأ مكوّنة للدم استخلاص الخلايا الجذعية من دم المرضى، ليتم بعد ذلك معالجتها وتخزينها. ثم يخضع مرضى التصلّب العصبي المتعدد لجلسات علاج كيميائي من أجل إزالة الجهاز المناعي بصورة كلية أو جزئية. ويعتمد مدى تدمير الجهاز المناعي على نظام العلاج الكيميائي المُستخدم. ينمو الجهاز المناعي مرة أخرى عن طريق إعادة نقل الخلايا الجذعية المستخلصة من دم نفس المريض إلى جسمه مرة أخرى.

التجربة

انضم 110 شخصًا مصابين بتصلب عصبي متعدد انتكاسي ترددي نشط للغاية (انتكاستين أو أكثر خلال السنة الماضية على الرغم من تلقي العلاج) إلى التجربة بين عامي 2005 و 2016 في مواقع موزعة في الولايات المتحدة وأوروبا والمملكة المتحدة وأمريكا الجنوبية.

تم تقسيم المشاركين في التجربة بطريقة عشوائية إلى مجموعتين. وتم علاج مجموعة استزراع خلايا جذعية ذاتية المنشأ مكوّنة للدم باستخدام نظام العلاج الكيميائي بالسيكلوفوسفاميد الذي يزيل الخلايا المناعية المنتشرة ولكنه يترك النخاع العظمي سليمًا نسبيًا (وهي العملية التي تُعرف باسم “عدم جذ النقي”). تم إخضاع النصف الآخر من المشاركين، الذين يتناولون بالفعل علاجات معدّلة لمرض التصلّب العصبي المتعدد، لعلاجات من فئات مختلفة أو أعلى في درجة النجاعة. تشمل هذه العلاجات ميتوكسانترون وأسيتات الجلاتيرامر وإنترفيرون بيتا وفنجوليمود وفومارات الديميثيل وناتاليزوماب. تم إجراء جميع التقييمات العصبية بواسطة أطباء ليس لديهم علم (معمين) بالعلاج الذي يتلقاه كل فرد.

كان متوسط عمر المشاركين هو 35 سنة (تتراوح أعمارهم من 18 إلى 54 سنة) بمستويات عجز تتراوح بين الدرجة 2 إلى 6 وفقًا لمقياس حالة العجز الممتد (EDSS). وبعد القيام ببعض عمليات الخروج من التجربة أو الاستبعاد منها، تم تحليل بيانات 103 شخصًا من المشاركين.

المتابعات والنتائج

تم قياس نتائج العلاج بشكل مبدئي بناء على مدى ترقي المرض، والذي تم تعريفه على أنه تدهور بمقدار نقطة واحدة أو أكثر في مقياس حالة العجز الممتد بعد سنة واحدة على الأقل. وكمجموعة، حقق المشاركون الذين يتم معالجتهم باستخدام طريقة استزراع خلايا جذعية ذاتية المنشأ مكوّنة للدم تحسنًا في العجز بلغ 1.02 نقطة على مقياس حالة العجز الممتد، بينما ساءت حالة هؤلاء الذين يتلقون علاجًا قياسيًا بمتوسط قدره 0.67 نقطة وفقًا لمقياس حالة العجز الممتد. درس الباحثون أيضًا حدوث الانتكاسات والآفات التي تظهر في تصوير الرنين المغناطيسي في المجموعتين. وبعد مرور سنة من المتابعة، تعرض مريض واحد فقط (بنسبة 1.92%) في مجموعة استزراع الخلايا الجذعية ذاتية المنشأ المكوّنة للدم لانتكاسة مقارنةً بعدد قدره 36 من 52 مريضًا (بنسبة 64.3%) في مجموعة العلاج القياسي. حدث أيضًا انخفاض في الحجم الإجمالي لآفات الدماغ الموجودة التي تظهر في تصوير الرنين المغناطيسي في مجموعة استزراع الخلايا الجذعية ذاتية المنشأ المكوّنة للدم مقارنةً بزيادة في حجم الآفات في مجموعة العلاج القياسي. أظهرت قياسات جودة الحياة أيضًا حدوث تحسنات في مجموعة استزراع الخلايا الجذعية ذاتية المنشأ المكوّنة للدم مقارنةً بمجموعة العلاج القياسي.

إذا تعرض هؤلاء الأشخاص الموجودين في مجموعة علاج التصلّب العصبي المتعدد القياسي إلى ترقي المرض بعد سنة واحدة على الأقل من العلاج، تم السماح لهم “بالعبور” وعلاجهم باستخدام طريقة استزراع خلايا جذعية ذاتية المنشأ مكوّنة للدم. حقق 30 من 50 مشاركًا في مجموعة العلاج القياسية هذا المعيار وتلقوا العلاج الخاص باستزراع خلايا جذعية ذاتية المنشأ مكوّنة للدم. وعلى النقيض من ذلك، تعرض 3 من 52 مشاركًا في تلقي العلاج بهذه الطريقة من بداية ظهور المرض إلى حالة ترقي المرض.

مجالات الأبحاث الإضافية

أفاد فريق البحث بعدم وجود حالات وفاة وعدم وقوع أي أحداث سلبية تهدد حياة المشاركين نتيجة للعلاج الذي يشمل استزراع خلايا جذعية ذاتية المنشأ مكوّنة للدم. فهذه النتائج، إلى جانب البيانات الدولية التي كانت تتراكم بشأن هذا العلاج للتصلّب العصبي المتعدد، تشير إلى أنّ استزراع خلايا جذعية ذاتية المنشأ مكوّنة للدم هو خيار علاجي هامّ محتمَل للأشخاص المصابين بالتصلّب العصبي المتعدد الانتكاسي النشِط الذين يخفقون في الاستجابة لعلاجات أخرى للمرض. وعلى وجه التحديد، يؤدي الحصول على بيانات مثل تلك الناجمة عن تجربة يتم التحكم فيها ودراسة عينات عشوائية إلى منح الأطباء مزيدًا من الثقة بشأن الوضعية المحتملة لاستزراع خلايا جذعية ذاتية المنشأ مكوّنة للدم ضمن نطاق خيارات العلاج المتاحة للأشخاص ذوي التصلب العصبي المتعدد.

هناك تعليق للمحرر مرفق بالدراسة، تم نشره أيضًا في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية، لاحظ وجود أحد القيود المهمة وهي عدم حصول المشاركين في قسم المقارنة على بعض العلاجات الأحدث والأكثر فعالية مثل أليمتوزوماب (لِمترادا)، وأقراص كلادريبين (مافينكلاد) أو أوكرليزوماب (أوكريفوس)، وبالتالي يظل مدى النجاعة النسبية التي يحققها استزراع خلايا جذعية ذاتية المنشأ مكوّنة للدم مقابل هذه الأنواع من الأدوية غير واضح.

لا يوصي الاتحاد الدولي للتصلّب العصبي المتعدد بأي علاج معيّن للتصلّب العصبي المتعدد. فحالات هذا المرض متنوعة للغاية ويمكن أن يستجيب الأشخاص للعلاجات بدرجات متفاوتة. ولا بُد أن يرتبط اتخاذ القرارات العلاجية برأي طبيب الأعصاب مع الأخذ في الاعتبار الظروف الصحية والمعيشية الفريدة لكل شخص، ودراسة الأخطار لكل علاج وفوائده النسبية على هذا الشخص.

شكر خاص لجمعية أبحاث التصلب المتعدد في أستراليا – المصدر الرئيسي لملخصات الأبحاث على موقعنا الإلكتروني.